الجهود التطوعية الكويتية في الذكرى الثلاثين للغزو العراقي لدولة الكويت بقلم د.خالد الشطي رئيس مركز فنار 2/8/2020
الجهود التطوعية الكويتية في الذكرى الثلاثين للغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت:
يستذكر مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) جهود أبناء الكويت التطوعية أثناء الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت منذ الثاني من أغسطس من عام ١٩٩٠م حتى تحريرها في السادس والعشرين من فبراير ١٩٩١م ، وذلك بمناسبة مرور ٣٠ عاما على الاحتلال الذي ادعى فيه النظام العراقي زورا وبهتانا تبعية الكويت تاريخيا للعراق ، رغم أن الكويت تأسست في عام ١٦١٣ م . وقد امتد زمن هذا الاحتلال البغيض لمدة سبعة أشهر، وأصدرت منظمة الأمم المتحدة قرارات عديدة بضرورة خروج العراق من الكويت والاعتراف بسيادتها، لكنه رفض ، مما دعا العالم لقرار أممي لتحرير دولة الكويت من ذلك الغزو.
وقد فزعت الكويت حكاماً ومحكومين لمقاومة النظام العراقي الغازي الغاشم، وقد قاوم الشعب الكويتي المرابط داخل الكويت وخارجها ، وفزع لتحرير بلاده، كما فزعت الحكومة الكويتية المقيمة في الخارج آنذاك مع الشعب الكويتي المقيم في دول العالم لبذل كل الجهود لتحرير الكويت من هذا الغزو الظالم.
أولاً: فزعة داخل الكويت
كانت فزعة أبناء الكويت الصامدين في الداخل مضرب الأمثال في الصمود والمقاومة والعطاء والتطوع ، وكانت فزعة مدنية قام بها المواطنون المدنيون، وفزعة عسكرية قام بها من هم في السلك العسكري من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني ومن انضم معهم من المواطنين ، فقد كانت المقاومة المحلية على خطين :
1- المقاومة الوطنية المدنية
شكل أبناء الكويت اللجان التطوعية والخيرية في فترة الغزو، ونشطت الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالقيام بدورها التطوعي والإنساني في بداية الغزو إلى أن تم إغلاقها عنوة من المحتل الغازي، فقد ساهم بيت الزكاة الكويتي والهلال الأحمر الكويتي وعدد من الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة بتقديم المساعدات، كما أسس أبناء الكويت لجان التكافل واللجان الشعبية ولجان تطوعية وأهلية لدعم الصامدين في الداخل وتوفير احتياجاتهم، ونشطت الجمعيات التعاونية الاستهلاكية بالتعاون الإيجابي مع القطاع الخاص ، في تقديم خدماتهم وتوفير المواد الاستهلاكية من خلال المسئولين عنها وموظفيها ومن التحق معهم من المتطوعين، ونشط المتطوعون لإدارة مرافق الدولة الصحية والخدمية المتنوعة حيث ساهم القطاع الخاص بشكل كبير في الدعم والتبرع، كما كان للعصيان المدني ضد الاحتلال دور فعال في رفض الغزو والمحتلين، فخرج أبناء الكويت من الرجال والنساء والكبار والصغار في مسيرات ومظاهرات سلمية تعبيراً عن هذا الرفض، وكان للدور الإعلامي التطوعي الذين قام به أبناء الكويت في الداخل الأثر الكبير في إبراز وحشية النظام العراقي من قتل وأسر وسرقة واعتداء على الأرواح والممتلكات .
2- المقاومة العسكرية:
شارك العديد من أبناء الكويت المدنيين مع العسكريين في تأسيس حركة المقاومة الشعبية الكويتية ولجان المقاومة، وكان لها الدور الفعال في رفض الاحتلال ومواجهته ، كما تشكلت العديد من الفرق واللجان التطوعية العسكرية لهذا الأمر من أبناء الكويت ومن بعض الوافدين المقيمين في دولة الكويت، وقد بذل أبناء الكويت الكثير، وسقط منهم عدد من الشهداء، كما تم أسر العديد من أبناء الكويت في فترة الغزو.
ثانياً: خارج البلاد
بذل أبناء الكويت المقيمون في الخارج أثناء الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت الكثير من العطاء والبذل لمواجهة الاحتلال ، ودحض افتراءات تبعية الكويت للعراق تاريخياً، فالكويت مستقلة وذات سيادة بحكامها وشعبها وقضاتها وعلمائها وتجارها منذ أربعمائة عام.
وأسس أبناء الكويت اللجان التطوعية للتعريف بحقيقة اعتداء النظام العراقي على الكويت وبشاعة الاحتلال، وأهمية تحرك المنظمات الدولية والحقوقية ودول العالم من أجل مناصرة قضية الكويت العادلة، والسعي لإصدار قرارات لتحريرها من الغازي المحتل.
وكانت الجهود كبيرة، منها حكومية من خلال حكومة الكويت المقيمة في الخارج، والتي بذلت جهودها الدبلوماسية والدولية الكبيرة، ومنها الجهود الأهلية والتطوعية من المواطنين، فقد تم تأسيس لجان وطنية في عدد من الدول للتحرك الإعلامي، وأسس طلاب الكويت المقيمون في الخارج مع اتحادات الطلبة لجان تطوعية وإعلامية، مثل الهيئة العامة للتضامن مع الكويت، وأسس عدد من نساء الكويت لجان نسائية في السفارات الكويتية وفي الدول المختلفة للتحرك الإعلامي من أجل تحرير الكويت.
لقد كانت جهود وفزعة وتطوع أبناء الكويت في الداخل والخارج من أجل تحرير البلاد كبيرة وعظيمة، احترمتها الدول والشعوب والمنظمات الدولية، ولقد وثق العديد من أبناء الكويت تلك الجهود في إصداراتهم وبرامجهم وبحوثهم، كان من أبرزها ما أصدره المؤلف والباحث الأستاذ صلاح محمد الغزالي في موسوعته الكبيرة بعنوان ” سور الكويت الرابع ” وذلك في أربع مجلدات، ما قدمته الكويت حكومة وشعبا من جهود ، وما أصدره الباحث د فيصل عادل الوزان في موسوعته تاريخ الغزو العراقي على دولة الكويت في ستة مجلدات ،
كما يسعى مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني “فنار” لتوثيق الجهود التطوعية وفزعات الكويتيين أثناء فترة الغزو العراقي خلال الأيام القادمة في إصدار خاص ليؤكد على جهود العمل التطوعي في تلك الفترة .علما بأن الجهود التطوعية عرفت في دولة الكويت عبر تاريخها الممتد لأربعة قرون في كل أزماتها وأحداثها ، وقد وثق مركز فنار ذلك في إصداره الجديد بعنوان الكويت عبر التاريخ أزمات وفزعات ، والذي سيتم إصداره وتوزيعه خلال الأيام القريبة القادمة بإذن الله .
د. خالد يوسف الشطي
رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار)
الأحد ٢٠٢٠/٨/٢