مجلة فنار العدد 5

كلمة العدد

الكويتيات والعمل الخيري… يدٌ حانية

أهلا بكم… مرة أخرى نلتقي في العدد الخامس من مجلة «فنار ،» ونحن نقترب من موعد احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل عام والذي يتزامن مع صدور هذا العدد، بعد الأعمال التطوعية التي قدمتها المرأة الكويتية في العمل الخيري والتطوعي طيلة السنوات الماضية؛ لتكون شريكة لأبيها وأخيها وزوجها وابنها في عمل الخير الذي جُبل عليه أهل الكويت منذ 4 قرون مضت.

يتناول ملف هذا العدد نساء الكويت الفاضلات اللواتي تطوعن من أجل وطنهن، وتبرعن بالغالي والنفيس، وبكل ما ملكت أيديهن من أجل فعل الخير- ودورهن لا يقل أهمية عن شريكهن الرجل في كافة المحافل- فكانت المرأة الكويتية دوما وأبدَا اليد الحانية في العمل الخيري، ويذكر التاريخ كثيرًا من الأمثلة على تنافس المرأة الكويتية في تقديم يد العون والمساعدة والتسابق مع الرجال في العمل الخيري والتطوعي.

ويتناول العدد أيضا مقابلة مع السيدة/ رقية عبدالوهاب القطامي مؤسسة )مبرة رقية القطامي لمكافحة السرطان(، ودورها في دعم مرضى السرطان غير القادرين ماديا على دفع نفقات علاجهم، وكيف أسهمت قديما مع بنات جيلها في تأسيس الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية والتي كان لها دور طيب في العمل التطوعي، والقيام بمهام مجتمعية وقومية في دعم القضايا العربية أمام الكيان الصهيوني.

كما يطرح العدد باقة متنوعة من الموضوعات التاريخية المهمة، ومن ضمنها سيرة مريم بنت عبدالله الصباح حاكم الكويت الثاني، والتي انتسب آل الصباح إلى اسمها نتيجة كرمها وانتشار صيتها في المنطقة العربية نتيجة هذا الكرم، حتى أصبح الكويتيون عامة وآل الصباح خاصة يُطلق عليهم «إخوان مريم .» ويتناول هذا العدد أيضا سيرة رائدة من رائدات العمل الخيري الكويتي هي منيرة عبدالرحمن العتيقي، تلك السيدة الفاضلة التي أحبت بيت الله الحرام؛ فسكنت إلى جواره وأوقفت وقفها هناك لاستضافة حجاج بيت الله الحرام من أهل الكويت وغيرهم.

عدد نسائي بامتياز بموضوعاته المختارة، نرجو أن ينال إعجابكم.

فنار

إقرأ في هذا العدد

وزير «الشؤون » يلتقى رئيس مركز «فنار »

«< إخوان مريم ».. من هي المرأة التي اقترن اسمها بأسرة الصباح؟

>مقابلة مع رقية القطامي وقصة مبرتها لمكافحة السرطان

>منيرة العتيقيمضيافة حجاج بيت الله الحرام

>الكويتيات في عيون الرحالة

 الافتتاحية

بقلم رئيس التحرير د. خالد يوسف الشطي المرأة الكويتية وتنمية مجتمعها..

نماذج خالدة من نساء الكويت ستظل عالقة في الذاكرة، وفي حياتنا العامة خاصة في مجال العمل الخيري والتطوعي، ومن لم يعاصر الحقب الماضية؛ سيجد تاريخ الكويت شاهدًا على ذلك.

فالمرأة الكويتية هي التي كانت ولا تزال حجر الزاوية لأي أسرة تدير شؤونها، ففي الماضي كانت مهنة الرجال الغوص على اللؤلؤ أو ركوب البحر للتجارة في الهند واليمن وإفريقيا، وكان ذلك يقتضي غياب الرجل عن أسرته لفترات طويلة كانت المرأة تقوم خلالها بدور الأب والأم في آن، وتقوم على تربية ورعاية أبنائها وتوفير طعامهم، وتدبير أمورهم إلى حن عودة الزوج بالرزق الوفير، كما تطوعت لخدمة أسرتها ومجتمعها اجتماعيا وصحيا وتعليميا.

ولم يقف دور المرأة الكويتية عند هذا الحد بعد اكتشاف الثروة النفطية، فقد استمر عطاؤها في تنمية مجتمعها، فبعد أن تبرعت بشكل مباشر لحملات جمع التبرعات لإغاثة شعوب المنطقة، استمرت في عملها التطوعي ولم تغب يوما عن ساحة الأحداث التي احتاجت إلى يدها الحانية، فأسست جمعيات النفع العام المختلفة؛ الأهلية والخيرية التي أسهمت في تنظيم جهود المرأة التطوعية والخيرية.

وفي مجال الوقف وجدنا تميزا شديدا من قبل المرأة الكويتية، والتاريخ الوقفي الكويتي خير شاهد على هذا الأمر الذي يؤكد أن نساء الكويت يحبون فعل الخير والسعي إليه، كما هو الحال عند رجال الكويت، ووصايا أوقافها وأثلاثها الخيرية تعود إلى أعوام بعيدة، ما يؤكد أن لها وضعا اجتماعيا متميزا تتفرد به عن نظيرتها في المنطقة منذ القدم.

إن العمل الخيري والتطوعي في الكويت لا يمكن أن يغفل دور المرأة التي سارعت ومدت يدها في كل عمل لوجه الله تعالى وليس لأي مسعى خاص، فكل الشكر لهن جميعا على صنائع معروفهن وجهودهن التطوعية والخيرية لخدمة البلاد والعباد.

أخبار

الخراز أشاد بجهوده في حفظ وتأريخ أعمال الكويت الإنسانية

مركز «فنار » زار وزير الشؤون الاجتماعية وأهداه أحدث إصداراته

الشطي مهدياً الوزير الخراز كتاب «العمل التطوعي الكويتي في أربعة قرون « أهدى مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » وزير الشؤون الاجتماعية سعد الخراز مجموعة من أحدث إصدارات المركز من الكتب التوثيقية، ومجلة فنار الدورية المتخصصة بتوثيق العمل الإنساني.

جاء ذلك خلال زيارة رئيس المركز د. خالد الشطي لوزارة الشؤون الاجتماعية، بهدف التعريف بمركز فنار » والدور المناط به في توثيق العمل التطوعي والخيري الكويتي، باعتباره واحدًا من أوائل المراكز المتخصصة في هذا المجال، وإهداء أحدث إصداراته وهو كتاب «العمل التطوعي الكويتي في أربعة قرون .»

وأشاد الخراز بجهود «فنار » الحثيثة في مجال حفظ أعمال الكويت الإنسانية الموجهة للداخل والخارج وتأريخها؛ وهو دور ليس بالهن ويحتاج إلى تضافر الجهود للاضطلاع به.

وقال الخراز: إن الكويت بلد الإنسانية، وسمو أميرها – قائد العمل الإنساني- تعلمنا منه أن نسير على نهجه في هذا المجال وبالتالي نحن بحاجة إلى توثيق كل ما تقوم به الكويت من جهود ومساعدات إنسانية على المستوى الرسمي والشعبي والمجتمع المدني، وهو الدور الذي يقوم به مركز «فنار .»

وأعرب الخراز عن فخره بكافة مؤسسات العمل الخيري والتطوعي الكويتية لما لها من بصمة واضحة وثرية في رفع راية الكويت عالية بين الأمم بعد سعيها الدائم في تقديم مساعداتها في أقصى بقاع الأرض من باب مسؤوليتها وواجبها الإنساني، متمنيا التوفيق ل »فنار » وشاكرا جهود القائمين عليه.

من جانبه أعرب رئيس مركز «فنار » د. خالد الشطي عن سعادته باللقاء المثمر مع وزير الشؤون، وتلمس منه اهتمامه بالعمل الخيري والتطوعي وتقديم الدعم من قبل الوزارة لمؤازرة ومعاونة مؤسساته جميعا، ما يؤكد تلاقي الجهود الحكومية بالأنشطة الأهلية في خدمة الإنسانية.

وشكر الشطي الخراز على حسن اللقاء وكرم الضيافة، كما شكر بدوره وكيل وزارة الشؤون بالإنابة الوكيل المساعد للتنمية المجتمعية هناء الهاجري لسعيها الدائم في دعم ومساندة جمعيات ومؤسسات النفع العام لمساعدتها على القيام بدورها وحرصها على الاجتماع والالتقاء بممثليها وسماع وجهات نظرهم ومقترحاتهم التي من شأنها إثراء وتنمية قطاع التنمية الاجتماعية في الكويت.

رئيس مركز «فنار » يفوز بجائزة

«وشاح الكويت للبصمة الإنسانية

  • الشطي متسلماً جائزته من رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبدالله المعتوق

حصل رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » الدكتور خالد يوسف الشطي على جائزة وشاح الكويت للبصمة الإنسانية » التي نظمتها جمعية ملتقى الكويت الخيري، نتيجة للجهود الخيرية والتطوعية التي قدمها في مجال العمل الخيري الإنساني خلال مسيرته العملية التي تجاوزت 30 عاماً.

وقد جرى تسليم الجوائز للحاصلين عليها والبالغ عددهم 30 فردا وفريقا تطوعيا من مختلف شرائح المجتمع الكويتي في شهر ديسمبر الماضي بفندق كراون بلازا.

وأعرب الشطي عن فخره واعتزازه بهذه الجائزة التي تؤكد أن الكويت مركز للعمل الإنساني، وأن سمو أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظه الله ورعاه، قائد للعمل الإنساني .»

وهنأ الشطي جميع الفائزين بجائزة «وشاح الكويت للبصمة الإنسانية »، متمنياً منهم مزيدا من العطاء في المجال الخيري والتطوعي، ومعربا عن شكره لجمعية ملتقى الكويت الخيري التي بادرت وأسست لهذه الجائزة المتميزة التي تدفع نحو مزيد من العطاء.

أخبار

استقبل مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » الباحثة في مجال العمل الخيري سُها التركيت وهي بصدد إعداد رسالتها لنيل الدكتوراة عن العمل الخيري في دولة الكويت من جامعة سايكس برايتون البريطانية.وأشادت التركيت بجهود مركز «فنار » في توثيق العمل الخيري والإنساني في دولة الكويت، وأثنت على التجربة المتميزة الجديدة التي يقدمها، مؤكدة على أهمية تضافر جهود الهيئات والجمعيات الخيرية لدعم المركز للقيام بدوره الذي يضطلع به.

كما استقبل المركز الباحث عبدالله علي المسباح للتعرف على إصداراته، وإمكانية الاستعانة بما لديه من مصادر ومراجع في رسالته البحثية للماجستير التي تتناول دور زراعة النخيل في توفير غذاء استراتيجي للكويت.

وكان في استقبالهم رئيس المركز الدكتور خالد الشطي، الذي أطلعهم على الدور الذي يقوم به المركز لتوثيق العمل الخيري والإنساني والتطوعي في الكويت، وأهم إصداراته.

وأهدى المركز ضيوفه مجموعة من أحدث إصداراته في مجال توثيق العمل الإنساني، متمنيا لهم التوفيق، ومرحبا بأي تعاون في المستقبل في سبيل خدمة العمل الخيري.

  • الشطي مهدياً إصدارات «فنار » للتركيت
  • … ومهدياً المسباح بحضور سكرتير التحرير باسم عبدالرحمن

أسرة تحرير مجلة «فنار » احتفلت بمرور عام على صدورها

  • صورة تذكارية لأسرة تحرير مجلة «فنار » وأعضاء جمعية ملتقى الكويت الخيري

احتفلت أسرة تحرير مجلة «فنار » التي يصدرها مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » لجمعية ملتقى الكويت الخيري بمرور عام على صدورها، في حفل حضره أعضاء مجلس إدارة الجمعية وموظفوها.

وبهذه المناسبة قال رئيس تحرير مجلة «فنار » الدكتور خالد الشطي أنه مر عام على الترخيص بصدور هذه المجلة المتميزة التي تعنى بتوثيق العمل الإنساني، ونجحت فيها بإصدار 4 أعداد متميزة شملت جوانب و موضوعات تاريخية وتوثيقية، فيما يخص هذا المجال.

وأضاف الشطي إن المجلة تحرص أن يتماشى كل عدد مع مناسبة محلية في الجوانب الإنسانية والتطوعية الوطنية والدولية، فكان العدد الأول احتفالا بأعياد الكويت الوطنية، والثاني بمناسبة حلول شهر رمضان وأهم الأعمال الكويتية القديمة المرتبطة بهذا الشهر المبارك، والثالث يتعلق بالذكرى السنوية الرابعة لتسمية سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه قائدا للعمل الإنساني، فيما كان العدد الأخير بمناسبة اليوم العالمي للتطوع.

          أخبار

وزير «الشؤون « :» بيت الخير » فكرة

متميزة تجمع «النفع العام » بمكان واحد

  • ممثلو جمعية ملتقى الكويت الخيري خلال لقائهم مع الوزير الخراز بحضور وكيلة الوزارة هناء الهاجري

رحب وزير الشؤون الاجتماعية سعد الخراز بفكرة جمعية «ملتقى الكويت الخيري » في إقامة مجمع صباح الأحمد للعمل الكويتي الإنساني بيت الخير »، لإيجاد تمثيل لجميع مؤسسات وجمعيات العمل الخيري الكويتية في مكان واحد. وأكد الخراز خلال لقائه مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية بحضور وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية هناء الهاجري، أنه يمكن تطبيق الفكرة فعليا بعد دراستها وطرحها على مجلس الوزراء، لا سيما وأن الوزارة خصصت مساحة 9600 متر في جليب الشيوخ لجمعيات النفع العام التي ليس لها مقر.

وأضاف إن الوزارة حريصة على دعم جمعيات النفع العام، ومنها جمعية الملتقى بعد النجاح الكبير الذي حققته في مشاريعها، مثل جائزة وشاح الكويت للبصمة الإنسانية » التي نظمتها الجمعية مؤخرا، لافتا إلى أنه سيسعى بدوره للتنسيق من أجل لقاء سمو الأمير «قائد العمل الإنساني » حفظه الله ورعاه الفائزين بالجائزة. وفيما يتعلق بقانون العمل الخيري، أكد الخراز أن مقترح القانون الذي قدمته جمعية «الملتقى ،» يمكن مناقشته وضمه للقانون قبل اعتماد المسودة النهائية له، مثمنا الشراكة مع جمعية «الملتقى .»

من جانبه أشاد نائب رئيس جمعية ملتقى الكويت الخيري حماد العجمي بحفاوة اللقاء، وبارك للوزير الخراز منصبه، داعيا له بالتوفيق في حمل الأمانة والمسؤولية.

فيما أعرب أمين سر الجمعية المدير العام جمال النامي عن عميق شكره لمسؤولي الشؤون على سعة صدورهم في الاستماع إلى اقتراحات وهموم العاملين في قطاع العمل الخيري والإنساني، والمعاونة في بحث هذه الاقتراحات ومحاولة حل المشكلات التي تواجههم، مؤكدا أن هذا الأمر ليس بغريب على وزارة الشؤون الاجتماعية الحريصة على دعم هذا القطاع من خلال الشراكة معه، وتبني مشروعاته ومقترحاته. وفي ختام اللقاء قام مسؤولو جمعية ملتقى الكويت الخيري » بتقديم درع تذكارية للوزير الخراز تقديرَا لدوره في خدمة الجمعيات الخيرية والأهلية الخاضعة لإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية منذ أن كان وكيلا لها، داعين له بالتوفيق والسداد.

جمعية «ملتقى الكويت الخيري » منحت وشاح البصمة الإنسانية ل 30 شخصية خيرية

  • الفائزون بجائزة وشاح الكويت للبصمة الإنسانية

أقامت جمعية ملتقى الكويت الخيري، في ديسمبر الماضي حفلها السنوي الأول لتقليد 30 شخصية بجائزة وشاح الكويت للبصمة الإنسانية والاجتماعية، وذلك تحت رعاية مستشار الديوان الأميري رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق وبحضور وكيل وزارة الشؤون بالإنابة والوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية هناء الهاجري وعدد من الشخصيات المكرمة نظير أعمالها الإنسانية والخيرية والتطوعية التي حققت نشاطا ملموساً في هذا الاتجاه، داخل الباد وخارجها.

وقال رئيس جمعية ملتقى الكويت الخيري موسى الجمعة إن الجائزة مخصصة للأفراد من سفراء العمل الإنساني والفرق التطوعية التي حققت نشاطا ملموسا في هذا الاتجاه تحت إشراف وزارة الشؤون، معربَا عن فخره بما تحقق من إنجازات في مجالات العمل التطوعي الذي أصبح علامة بارزة، وسمة من سمات أهل الكويت الذين يحرصون على رسم الابتسامة على وجوه كل محتاج.

من جهته ثمن رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار في الديوان الاميري د. عبدالله المعتوق، جائزة وشاح الكويت للبصمة الإنسانية، مؤكدا أن التكريم مبادرة مقدّرة من «ملتقى الكويت » وتجسيد لقيم مجتمعنا الداعمة لمسيرة العمل الخيري.

وأضاف المعتوق في كلمته خلال الحفل، إن العمل الخيري يعكس ريادة الكويت وتميّزها في هذا المجال، لافتا إلى أن من بين آخر الفعاليات الخيرية مبادرة إطعام مليار جائع التي انتهى مؤتمرها ببلوغ الأهداف التي حققت إنجاز تعهدات ب 1.2 مليار وجبة لضحايا الجوع، ما يسهم في تعزيز المكانة الإنسانية للكويت بوصفها مركزَا إنسانيا عالميا. وأخيرَا قال أمين سر جمعية ملتقى الكويت الخيري ومديرها العام جمال النامي إن فكرة الجائزة تنطلق من تشجيع وتقدير أصحاب الإسهامات المجتمعية الإنسانية على جميع الأصعدة، والسمو بالرمزية التي تحملها هذه الجائزة، باعتبار المبادرات العظيمة ذات النتائج والأثر التي قام بها هؤلاء المبدعون والمتميزون في خدمة المجتمع والإنسانية.

وأعلن أن الجائزة في النسخة القادمة ستشمل إضافات جديدة وشرائح أخرى بحيث تشمل كافة مجالات الجهات والشخصيات العاملة في مجال العمل التطوعي والخيري.

أخبار

زارت الجمعية وأشادت بأنشطتها ومشاريعها الاستراتيجية

هناء الهاجري: بروتوكول تعاون مشترك بين «الشؤون » و «ملتقى الكويت الخيري »

  • وكيلة الشؤون بالإنابة هناء الهاجري متوسطة ممثلي الجمعية

أشاد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية هناء الهاجري بجمعية ملتقى الكويت الخيري وتميز مشاريعها الاستراتيجية، مرحبة بالتعاون والشراكة بين الوزارة والجمعية. وقالت الهاجري خلال زيارتها للجمعية في يناير الماضي- للاطلاع على أهم أنشطتها ومشاريعها- إن «ملتقى الكويت الخيري » تضم كوكبة من أصحاب الشأن الإنساني والتطوعي، وجميعهم مشهود لهم بالتميز في هذا المجال، مؤكدة على تميزها في ناحية شمولها أغلب المؤسسات الخيرية والتطوعية. وشددت على أن وزارة الشؤون تحرص على دعم الجمعيات الخيرية والأهلية بكل ما لديها من إمكانات، ورحبت بالشراكة مع ملتقى الكويت الخيري بعمل بروتوكول تعاون للاستفادة من خبراتها خاصة في مجال تدريب العاملين في القطاع الخيري والتطوعي، لافتة إلى أن الوزارة رخصت 180 فريقا تطوعيَا منهم 78 فريقا نشطا، ومن خلال هذا البروتوكول يمكن صقل مهاراتهم وخبراتهم ومنحهم شهادة معتمدة من الجمعية، كما يمكن التعاون المشترك لتدريب مراكز تنمية المجتمع التابعة للشؤون، لمليء فراغ الشباب والأطفال وتنمية الولاء والانتماء لهذا الوطن.

بدوره أعرب رئيس جمعية ملتقى الكويت الخيري موسى الجمعة عن ترحيبه بزيارة وكيل وزارة الشؤون للجمعية، وقال: إن العمل الخيري الكويتي متشعب وواسع، ووصلت سمعته الطيبة إلى شتى بقاع الأرض، وهو خير سفير عن الكويت في أي مكان بالعالم.

وقال أمين سر الجمعية المدير العام جمال النامي إن الجمعية اتخذت شعارها لهذا العام «منكم ولكم »، حتى تكون يدها ممدودة للجميع ومستعدة لتقديم كل ما في وسعها من أجل تنشيط وتشجيع العمل التطوعي والخيري، وتنمية قدرات ومهارات المنخرطين فيه بما لديها من خبرات وكوادر مؤهلة، مقترحا ضرورة وجود ملحقية للعمل الإنساني في السفارات الخارجية، بعد جهودها الطيبة في العمل الإنساني.

وفي ختام الزيارة قدمت الجمعية هدية تذكارية للهاجري وتم اصطحابها في جولة داخل أروقة الجمعية للتعرف على أنشطتها ومشاريعها، كما قامت بزيارة لمركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار »، واطلعت على أعماله، وأثنت على جهود القائمين عليه، وقام رئيس المركز د.خالد الشطي بإهدائها كتاب )العمل التطوعي الكويتي في أربعة قرون(.

ملف العدد

المرأة الكويتيةلمسة حانية على العمل الخيري

١٧٥ وقفاً خيرياً نسائياً نسبتها 37 % من عموم الأوقاف الكويتية

المرأة الكويتية شريكٌ رئيس للرجل في العمل الخيري لإيمانها به منذ نشأة المجتمع الكويتي عام 1613 م اتسم الكويتيون بحبهم للعمل الخيري، وليس كما يعتقد البعض بأن ذلك جاء عقب اكتشاف النفط، وما أعقبه من ثراء ورفاهية للمواطنين، والأمر لم يقتصر على الرجال فحسب؛ بل كانت المرأة الكويتية شريكا رئيسا للرجل في شتى مناحي الحياة، ومن ضمنها العمل الخيري والتطوعي، وأحيانا تفوقت على الرجل في بعض المجالات التطوعية والخيرية مثل تفوقها في مجال الوقف باستثناء وقف المساجد وعمارتها والإنفاق عليها الذي تفوق فيه الرجل على المرأة، بل وتميزت أوقاف المرأة الكويتية بضخامة حجمها. منذ نشأة المجتمع الكويتي عام 1613 م اتسم الكويتيون بحبهم للعمل الخيري، وليس كما يعتقد البعض بأن ذلك جاء عقب اكتشاف النفط، وما أعقبه من ثراء ورفاهية للمواطنين، والأمر لم يقتصر على الرجال فحسب؛ بل كانت المرأة الكويتية شريكا رئيسا للرجل في شتى مناحي الحياة، ومن ضمنها العمل الخيري والتطوعي، وأحيانا تفوقت على الرجل في بعض المجالات التطوعية والخيرية مثل تفوقها في مجال الوقف باستثناء وقف المساجد وعمارتها والإنفاق عليها الذي تفوق فيه الرجل على المرأة، بل وتميزت أوقاف المرأة الكويتية بضخامة حجمها.

  • سمو الأمير يتسلم دعوة حضور ورعاية المؤتمر العالمي عن «دور المرأة في العمل الخيري »
  • النساء خلعن الذهب من أيديهن وتبرعن به لإغاثة فلسطين عام ١٩٣٦
  • أنشأن المساجد وعالجن المرضى، وعلّمن الفتيات وأسسن جمعيات النفع

وتعدّ المرأة في الكويت صاحبة اللمسة الحانية في العمل الخيري والتطوعي بما قدمته من بذل وعطاء وتضحية وتفاني، والنماذج التي تدلل على ذلك كثيرة؛ فقد عُرفت المرأة الكويتية بالتزامها بدينها وعطائها لوطنها ومجتمعها وحبها لفعل الخير، ومسارعتها في تقديم المساعدات للمحتاجين والمتضررين أينما كانوا.

ومنذ أن كان المجتمع الكويتي بسيطا وصغيرَا في كيانه وعدد سكانه، كان للمرأة الكويتية دور بارز في بناء مجتمعها والمساهمة فيه، فمنذ ذلك الوقت والمرأة الكويتية تشارك في بناء المساجد وصيانتها، ووقف الأوقاف الخيرية لصيانتها وإتمام دورها، والتعليم وفي كافة المجالات التي يحتاجها المجتمع، إيمانا منها بحب الخير والعطاء والبذل لأبناء مجتمعها وإخوانها المسلمين في كل بلاد العالم.

وتعدّ المرأة الكويتية في كل العهود صاحبة اللمسة الحانية في العمل الخيري، وقد اُطلق على أسرة الصباح الكرام والكويتيين عامة ب »إخوان مريم »، تلك السيدة التي ضربت أروع الأمثلة في الكرم، وضيافة الغريب، وهي مريم بنت عبدالله الأول بن صباح الأول بن جابر الأول، حاكم الكويت الثاني، لتؤكد هذه التسمية مكانة المرأة في المجتمع الكويتي.

ولا يمكن نسيان موقف نساء الكويت من دعم ومؤازرة أهل فلسطين في عام 1936 حينما تم الدعوة إلى جمع التبرعات لثورة فلسطين الكبرى، وحضر عدد من نسوة الكويت وتساءلوا عن سبب اقتصار جمع التبرعات فقط على الرجال، فسألهم سلطان الكليب الذي تولى مهمة جمع التبرعات «بماذا تتبرعن؟ »، فأخرجن الذهب من أيديهن وتبرعن به، وعقب ذلك تم الإعلان عن قبول التبرعات من النساء والرجال على حد سواء، فكانت حصيلة التبرعات ذهبا وأموالا كثيرة، وفي هذه الحادثة برز اسم شاهة حمد الصقر التي باعت ورثها من والدها «دكان الصقر » ب 2500 روبية، وتبرعت بها كاملة لتكون صاحبة أكبر مبلغ تم جمعه في هذه الحملة لجمع التبرعات.

وتشهد الوثائق الوقفية القديمة أن المرأة في الكويت كانت لها إسهامات في أوجه الخير المختلفة، وتبوأت مكانة مرموقة في المجتمع، فأوقفت الأوقاف وكتبت الوصايا، وبلغ عدد الأوقاف النسائية 157 وقفا خيرَا بنسبة 37 % من الأوقاف العامة في الكويت، وهو يدل على الوازع الديني والتمسك بقيم ديننا الإسلامي الحنيف منذ السنوات الأولى للتأسيس، وأن العمل الخيري متجذر في نفوس الكويتيين والكويتيات على حد سواء، ولم يكن حديث العهد كما قد يعتقد البعض؛ كما إن ذلك يدل على أن المرأة شريك فاعل في الحياة الكويتية في كافة المجالات الحياتية وعلى رأسها العمل الخيري.

وقد أسهمت المرأة الكويتية في بناء المساجد داخل الكويت وخارجها، إيمانا منها بدور المسجد في نهضة المجتمعات الإسلامية، ورغبة في الأجر والثواب، فنجد أن ملكة بنت محمد الغانم بنت مسجدا بجوار منزلها وهو مسجد القطامي عام 1834 م/ 1250 ه لكي يتمكن زوجها محمد بن صقر الغانم من الصلاة فيه بسبب

  • مستشفى هيا الحبيب … صورة من أعمال المرأة الكويتية الإنسانية

صعوبة حركته للذهاب إلى المسجد البعيد، وأوقفت منزلين لهذا المسجد أحدهما لتحفيظ القرآن والآخر لسكن الإمام، وقامت بخدمة المسجد بنفسها.

وقامت شاهة حمد الصقر في عام 1937 م بتجديد مسجد السوق الكبير على نفقتها الخاصة، وهو المسجد الذي بناه جدها يوسف الصقر عام 1839 م/ 1255 ه، وقامت السيدة هيا عبدالرحمن الحبيب، بالوقف على مسجدها  عام 1998 في منطقة الجابرية، بشراء عقار وحبسه والإنفاق من ريعه على مصالح المسجد.

كما أسهمت المرأة الكويتية في التعليم من خلال الكتاتيب التي أنشأتها والتي بلغت أكثر من 80 كتّابا للتعليم، والتبرع لإنشاء المدارس الأهلية والصرف عليها ماديا لتؤدي رسالتها العظيمة.

كما أسهمت المرأة الكويتية في علاج المرضى والتداوي بالأعشاب أو ما يسمى بالطب العربي والتداوي بالرقية الشرعية من خلال محفظات القرآن الكريم وعدد من المتطوعات.

ولم يقتصر دور المرأة على التطوع الشخصي والوقفي بل أسهمت الكويتيات في إنشاء العديد من جمعيات النفع العام

كويتيات أسسن جمعيات خيرية نسائية ونظمن حملات إغاثية ومساعدات إنسانية

والجمعيات واللجان الخيرية إيمانا منها بأهمية دور المرأة في نهضة مجتمعها، وتبرعت لهذه الجمعيات ودعمتها، كما أسسن العديد من الروابط والفرق التطوعية، والمبرات الخيرية، والشركات التجارية غير الهادفة للربح.

وقدمت المرأة الكويتية الكثير من المساعدات الموجهة للدول والمجتمعات الخارجية منذ أمد بعيد عبر تاريخ الكويت كموقف شاهة حمد الصقر الذي أشرنا إليه فيما مضى، وكذلك العديد من نماذج الكويتيات اللاتي تبرعن في حروب العرب ضد الكيان الصهيوني ومن ضمنها حرب فلسطين عام 1948 ، والاعتداء الثلاثي على مصر عام 1956 ، وحرب 1967 ، و 1973 . واستحدثت الكويتيات أفكارَا جديدة في التطوع والمساعدة، ولم تقتصر المساعدات على التبرع المباشر بالمال، مثل فكرة الأسواق والمعارض الخيرية، وفكرة «طبق الخير » لإنشاء قرى «حنان الكويت » في لبنان والسودان لرعاية الأيتام الذي أسسته المرحومة غنيمة فهد المرزوق، وعدد من نساء الكويت الفاضلات، والأمثلة على ذلك كثيرة من الأفكار النبيلة الرائدة لتقديم الدعم والمناصرة؛ كإقامة مشاغل الخياطة والتبرع بما تنتجه للمحتاجين، وإعداد كيس المحارب في الماضي.

أما الآن فالمساعدات المباشرة من نساء الكويت ما زالت مستمرة، بالإضافة إلى قيام شخصيات نسائية وفرق تطوعية وجمعيات وروابط نسائية بزيارة المخيمات ومناطق الكوارث لإجراء العمليات الجراحية، وتقديم المعونة الغذائية والطبية، مثل زيارة البوسنة والهرسك وكوسوفا وإفريقيا واليمن والمخيمات الفلسطينية والسورية في الأردن ولبنان.

ورأينا في السنوات الأخيرة حملات إغاثة، ومساعدات تدار بالكامل من قبل نساء كويتيات، وتم تأسيس جمعيات ولجان خيرية نسائية مثل جمعية بيادر النسائية، ولجنة ساعد أخاك المسلم، وغيرهما من أجل تقديم المساعدات في كل مكان داخل وخارج الكويت.

وليس أدل على دور المرأة الكويتية – في الدفاع عن بلادها أثناء الغزو الغاشم- إلا نموذج آخر جانب من المؤتمر العالمي «دور المرأة في العمل الخيري مسجد القطامي تبرعت به ملكة الغانم … نموذج للعمل الخيري النسائي من نماذج العطاء والتضحية، سواء بالنفس أو بالمال، فرأينا شهيدات كويتيات قدمن أرواحهن فداء لوطنهن، ومنهن من تعرض للأسر في سجون النظام العراقي البائد.

وفي المقابل كانت أغلب نساء الكويت تعمل في المجال التطوعي داخل وخارج الكويت من أجل استعادة الأرض وطرد المعتدي الغاشم، فرأيناهن متطوعات لتشغيل المستوصفات والمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية والجمعيات التعاونية وبعض المؤسسات الحكومية رغم خطورة الوضع الأمني في الباد، وخرجت المرأة الكويتية في تظاهرات شعبية تنديدا ورفضا للاحتلال البغيض، وشاركت المرأة في حمل السلاح والمقاومة المسلحة، ونقل السلاح، وتضميد الجرحى، ونقل الأدوية، فكان تطوعها محل تقدير واحترام دول العالم بصمودها وبذلها وجرأتها في نصرة الحق. وخارجيا قامت المرأة الكويتية بتشكيل اللجان المتنوعة التي أسهمت من خلالها في مساعدة المحتاجين من أبناء الكويت الذين خرجوا من بلادهم بأموال، وأسهمت في تسليط الإعلام الخارجي على قضية الكويت ووجودها وكيانها بوصفها دولة

الكويت نظمت أول مؤتمر عالمي عن دور المرأة في العمل الخيري برعاية وحضور سمو الأمير

عربية مسلمة مستقلة ذات سيادة، مثل اللجنة النسائية في القنصلية الكويتية في دبي، واللجنة الوطنية في اسبانيا، وغيرهما. وقد أبلت المرأة الكويتية بلاءَ حسنا في العديد من المجالات، وقدمت نموذجا لا يقل أهمية عن الرجل، وكانت حاضرة في كل العهود والأزمنة والمناسبات، ولم تتوانَ أو تتأخر عن خدمة وطنها ودينها والإنسانية جمعاء تحت أعذار وحجج قد يراها البعض تشكل عائقا في طريقها، بحكم طبيعتها الفسيولوجية والاجتماعية.

وإلى يومنا هذا، لدينا نماذج مشرفة في العمل الخيري من النساء الكويتيات، بما يؤكد على أنهن صاحبات اللمسة الحانية في هذا المجال، والأمثلة كثيرة في الأجيال المتعاقبة، ففي عصرنا الحديث رأينا موضي السلطان – رحمها الله التي اكتسبت اسمها من عملها، فسميت «أم المعاقين ،» لأنها أعطت ذوي الإعاقة جهدها ووقتها ومالها لتخفيف آلامهم إرضاء لربها، وأيضا رأينا معالي العسعوسي التي ذهبت إلى اليمن وتعرضت للصعاب والمحن وواجهت شبح الموت في سبيل مساعدة المحتاجين وابتغاء مرضاة الله، والعديد من الأسماء اللامعة التي لا نستطيع حصرها من كثرتها، وكثرة أعمالهن الخيرية، ليؤكدن على شيء واحد، وهو أن المرأة الكويتية كاللمسة الحانية، واللؤلؤ المنثور الذي يتألأ نورَا في بحر العمل الخيري ويزينه.

وليس أدل على اهتمام دولة الكويت بالعمل الخيري للمرأة الكويتية، من قيامها بتنظيم المؤتمر العالمي «دور المرأة في العمل الخيري » الخاص بتفعيل دور المرأة في العمل الخيري الذي كان تحت رعاية وحضور سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه بتنظيم من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في 15 ديسمبر 2014 ، تعبيراً عن إيمان سموه بمكانة المرأة، وأهمية دورها في بناء المجتمعات ونهضتها، وبهذه الصفة المضيئة يضيف سمو الأمير إنجازَا جديدَا إلى سجله الحافل بالمبادرات والمواقف الإنسانية التي سيسجلها التاريخ الإنساني باسم دولة الكويت.

شخصيات لها بصمات من هي المرأة التي اقترن اسمها بأسرة الصباح ؟

… اُشتهر أهل الكويت وأسرة آل الصباح بمناداتهم ب «إخوان مريم »، دون أن يعرف البعض سبب هذه التسمية، وهي مناسبة تاريخية لا تعرفها الأجيال الحالية، فآثرنا في هذا العدد أن نتناول هذه الشخصية، وقصتها الوطنية التي تعبر عن مدى كرم نساء الكويت مع تمسكهم بوطنهم، والحفاظ عليه، والذود عنه ضد الغزاة الطامعين.

وبطلة قصتنا التي اُشتهرت بكرمها هي مريم بنت عبدالله بن صباح بن جابر الصباح، والدها عبدالله الأول ثاني حكام دولة الكويت حكم في الفترة من 1762 إلى عام 1814 وكان عاقلاً ذكياً شجاعاً كريماً له نوادر تدل على ذكائه المفرط وإدراكه القوي، وحينما شهد عصره اعتداءات من الجوار، قام ببناء سور الكويت الثاني عام 1811 م. أما شقيقها فهو الشيخ جابر الأول بن عبدالله الأول )جابر العيش( حاكم الكويت الثالث الذي حكم الكويت من 1813 إلى 1859 م، واشتهر بالكرم والجود، ونتيجة لكرمه وسخائه سُمي ب «جابر العيش »، فقد كان حاتميا في كرمه مع الضيوف، وعطفه الكبير على الفقراء، فقد بنى بجانب بيته عريشاً خصصه لطبخ العيش )الأرز( لتوزيعه على الفقراء، وكان يأمر بفرش )السُمط( في الأسواق العامة ويُلقي عليها الأرز واللحم ويدعو الجميع لأكل، وكان يقوم بكل ذلك رغم قلة الإمكانات المادية آنذاك؛ كما سماه الشيخ بندر السعدون أمير قبيلة المنتفك بالعراق كريم الجزيرة العربية » لكرمه الحاتمي رغم قلة إمكاناته المادية.

فورثت مريم الكرم من أسرتها، فكانت كريمة مثلما كان والدها وأخوها كريمين، وقد كان كرمها حديث أهل المنطقة في ذاك الوقت وخلده التاريخ إلى يومنا هذا.

ويرتبط سبب تسمية أسرة آل الصباح ب «إخوان مريم »، بحادثة مهمة في تاريخ الكويت يتبين فيها نخوة وعزة وكرم الكويت وأهلها، رجالا ونساء على حد سواء، فقد عُرف عن مريم أنها فتاة عربية أصيلة كريمة واجتماعية، اشتهرت بالجمال وعرف جمالها الداني والقاصي، وعندما علم أمير قبيلة بني كعب بالفتاة التي تُدعى مريم طلب يدها لابنه من أبيها الشيخ عبدالله الصباح الذي رفض ذلك الطلب، وقد رأى أمير بني كعب رفض طلبه إهانة له ولجاهه وسلطانه فأعلن الحرب على الكويت، وجهز سفنا مجهزة بالرجال والعتاد متجهة صوب الكويت في عام 1783 م.

وعندما علم أهل الكويت بقدوم الأعداء خرجوا متوجهين بسفنهم الصغيرة وعتادهم القليل نحو جزيرة فيلكا، مقبلين على الموت في سبيل بقاء الكويت، وحماية عرض وشرف أهلها، وقد أعد الكويتيون قبل المعركة سفنا صغيرة لحمل النساء والأطفال والشيوخ بعيدا عن مدينتهم الصغيرة خوفا من الهزيمة وخوفا عليهم من بطش العدو بهم، وأمر الرجال النساء حلال اقتراب العدو منهن بإغراق سفنهن حتى لا يصبحن غنيمة للأعادي.

وحدثت معركة هائلة بين الفريقين المتباينين في العدد والعدة، وكان النصر حليف أهل الكويت، وسميت المعركة بمعركة «الرّقّة » بجوار جزيرة فيلكا، والرقة هنا يقصد بها الماء الضحل في المكان الذي وقعت به المعركة، ومن أسباب انتصار الكويتيين أن سفنهم الصغيرة كانت تتحرك بسهولة في مياه الخليج بينما طبعت سفن الكعبين الضخمة في الوحل والطين نتيجة ضحالة المياه، ومعرفة الكويتيين بعمق المياه، وتقدير نوعية السفن التي يمكن أن تسير فيها.

وقتل الكويتيون زعماء الأعداء المعتدين، ولم يسلم منهم إلا من ركن إلى الفرار ورجع الكويتيون إلى بلدهم ظافرين غانمين يعتزون بالنصر، ويؤمنون بأنه من عند الله، ومنذ تلك الواقعة اتخذ آل الصباح والكويتيون كلمة «إخوان مريم » نخوة لهم، واعتزازا بذلك النصر العظيم الذي كسبوه في ذلك اليوم دفاعا عن شرفهم وكيانهم وسيادتهم، ودفاعا عن مريم بنت عبدالله بن صباح.

وبعد وفاة الشيخ عبدالله الصباح، حكم ابنه الشيخ جابر العيش الكويت في عام 1813 م، وفي عام 1833 م/ 1249 ه، خرج شقيقها الشيخ جابر العيش إلى الزبير لمساندة المظلومين فيها الذين دعوه لمناصرتهم ودعمهم، وفي تلك الأثناء حضر للكويت راشد بن ثامر السعدون لاجئا ومستجيرا، فلم يجد الشيخ جابر في الكويت؛ فقامت أخته مريم مقامه في استقبال الضيف وضيافته، فأكبر راشد نباهة تلك المرأة، وشكرها فيما بعد على صنيعها، كما إن الإكرام الذي غمر به راشد السعدون للشيخ جابر العيش جعله حال عودته يقوم بإهدائه أراض زراعية في العراق جراء معروفه وإجارته.

2023 إجمالي المستفيدات من مشاريعنا النشاط القرآني النسائي يحظى باهتمام متميز في جمعية المنابر القرآنية أكثر من 100 مشاركة في المسابقات القرآنية الموسمية:

أقامت جمعية المنابر القرآنية للسنة الثانية على التوالي، مسابقتها القرآنية الخاصة بفئة الصم مسابقة ورثة العم عقاب الخطيب رحمه الله تعالى، كما شاركت في مسابقة الكويت الكبرى للسنة الثالثة بما يقارب 70 مشارك ومشاركة حيث كان الحظ الأوفر من هذه المشاركات للنساء الحافظات الصم وغيرهن، اللواتي حصلن على مراكز متقدمة، من أهمها فوز 8 طالبات صم بالمراكز الأولى والثانية في النسختين 21 و 22 من المسابقة الكبرى.

أكثر من 120 مستفيد من مشروع)غلمان القرآن( ضمنهم 57 طالبة:

تعتبر حلقات مشروع )غلمان القرآن( التي تعنى بتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم للناشئة من المشاريع القرآنية النوعية التي تستهدف البنين والبنات، حيث تسهر المعلمات في هذه الحلقات المباركة على تدريس منهج علمي تربوي لتعليم اللغة العربية وجزء عم والآداب الإسلامية، والعمل على تربية البنات وتعليمهن أحكام فقهية مناسبة لأعمارهن )طهارة – صلاة …( وزرع حب الصلاح في نفوسهن من خلال سرد سير وقصص الصحابيات، وتثقيفهن بالمسابقات والأنشطة الترفيهية التربوية، وإشراكهن في بعض الألعاب الشعبية الوطنية خلال الدورات الصيفية.

1800 مستفيدة من مشروع )أم الكتاب ( لتصحيح قراءة سورة الفاتحة ميدانيا:

استطاعت جمعية المنابر القرآنية بمشروعها ) أم الكتاب( أن توفر خدمة قرآنية علمية ميدانية لجميع شرائح المجتمع الكويتي، وذلك بتوفير معلمين ميدانين لتصحيح قراءة سورة الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بقراءتها، كما يبينون اغلب الأخطاء الشائعة في تلاوتها.

100 طالبة تستفيد من أنشطة مشروع )مواهب القلوب(:

بلغ عدد الأخوات المستفيدات من حلقات )مشروع مواهب القلوب( 36 مستفيدة من فئة الصم بافتتاح مركز أزاهير للحلقات النسائية الخاصة بالصم ، لتعليم القرآن الكريم والأحكام الفقهية الخاصة بالنساء، وشرح قصص الأنبياء، والسيرة النبوية، إلى جانب تنظيم الدورات الصيفية والمسابقات القرآنية، وتسيير الرحلات الدينية من حج وعمرة لفائدة 12 من النساء الصم، وإقامة أنشطة ترفيهية تضمنت العديد من اللقاءات والورش التربوية والرياضية، استفاد منها أكثر من 60 مستفيدة.

أكثر من 200 مستفيدة من الحلقات والدورات النسائية ضمن مشروع ) عالية القراءات ( :

تقيم الجمعية 20 حلقة نسائية بمعدل 17 فصل؛ مع 16 شيخة، ضمنها حلقات السند النسائية والتي تخرج منها 25 مشاركة خاتمة للقرآن الكريم بأكثر من رواية من القراءات القرآنية المتواترة، بالإضافة إلى حلقات تعاهدوه والزهراوان، وحلقات التلاوة وتثبيت حفظ القرآن الكريم، وحلقات مشروع سابقي الزمان واختمي القرآن الخاص بالنساء، كما كان الحضور النسائي بارزا في الدورات العلمية التي نظمتها الجمعية حيث بلغ مجموع عدد المستفيدات 83 مشاركة في دورة إقراء العشر النافعية، ودورة مبادئ تأسيس حلقات الغلمان، ودورة علم رسم المصحف وضبطه ، ودورة مبادئ لغة الإشارة.

ملف العدد

رقيّة القطامي

تكلفة علاج المريض الواحد 2500 دينار شهرياً مبرتي هدفها دعم مرضى السرطان وفرحتي لا توصف عندما أسمع بشفاء حالته

أكدت رائدة العمل الخيري السيدة رقية عبدالوهاب القطامي أهمية مساعدة مرضى السرطان الوافدين غير المقتدرين خاصة، وأن تكلفة العاج تتجاوز 2500 دينارا شهريا، وهو مبلغ كبير لا طاقة لهم به. وقالت القطامي في حديثها لمجلة «فنار » إنه عقب وفاة حفيدها عام 2003 م بهذا المرض شعرت بحجم معاناة مرضى السرطان من المرض ومن تكاليف علاجه الباهظة، ما دعاها لتأسيس مبرة رقية القطامي لمكافحة السرطان، لتقديم الدعم للمرضى غير المقتدرين ماديا، مشيدة بتفاعل المتبرعين للمبرة من أجل إنقاذ مرضى السرطان.

وتناول حديث القطامي ذكرياتها عن كويت الأمس وكيف نشأت في كنفها وتعلمت، ثم كيف كافحت من أجل تربية أبنائها؛ لتسرد قصة ذكريات الأعمال الإنسانية والخيرية التي شهدتها في الكويت، والتي أكدت تمسك الكويتيين بالعمل الخيري والدعم والمؤازرة والعيش تحت مبدأ التكافل الاجتماعي رغم قساوة الظروف فيما مضى، مشيدة بفزعتهم في الأحداث المحلية المختلفة ونصرتهم للدول العربية ودعم قضاياهم ضد الكيان الصهيوني، ومد يد العون لكل الشعوب المحتاجة. مزيد من التفاصيل في سياق هذا اللقاء

الكويتيون أهل خر وفي رمضان يفرغ الجدر ما فيه قبل آذان المغرب بعد توزيعه عى الفريج أثرياء الكويت كان لديهم كشوف بأسماء المحتاجين..وزكاة الفطر كانت تمر وحب الهريس

فمن أين له هذا المبلغ؟

رقية القطامي خلال لقائها مع الشطي وإهدائها أحد إصدارات مركز فنار

هل تحدثيننا عن نشأتك و حيا تك ؟

اسمي رقية عبدالوهاب القطامي من مواليد 1925 م منطقة شرق )حي الشملان(، والدتي آمنة عبدالعزيز القطامي، وقد درست في كتّاب المطوعة لولوة وحفظت القرآن، ثم دخلت المدرسة القبلية محل بيت المانع كأول مدرسة نظامية تم افتتاحها في الكويت عام 1937 م، ولم أمكث فيها كثيرا، حيث انتقلت مع أسرتي إلى العراق عقب أحداث المجلس التشريعي عام 1938 م وأكملت تعليمي هناك، وبعد زواجي في بداية الأربعينيات من عبدالله ثنيان الغانم عدت للكويت، وأنجبت ابنا واحدا هو قيس، وستة بنات، وتوفي زوجي في عام 1959 م.

  • ما الذي تذكرينه عن هذه الحقبة، بعد انتقالك للعراق؟

سافر عدد من التجار الكويتيين إلى العراق في سنة المجلس التشريعي من ضمنهم والدي عبدالوهاب القطامي، وعملوا هناك وكان لديهم مكاتب للتجارة فصدّروا التمور والخيول إلى الهند ودول الخليج.

  • هل تذكرين عادات أهل الكويت الطيبة من النوافل والعشيات، وغيره؟

أهل الكويت أهل خير، فكانوا في شهر شعبان وقبل حلول شهر رمضان المبارك يجهزون الهريس والجريش والطعام، وكان رمضان في الكويت قديما له طعم مختلف، فكان جدر الطبخ يفرغ قبل أذان المغرب بعد توزيعه على الجيران والمساجد والفقراء، وكان الفقراء من الرجال يتناولون الإفطار في الدواوين، أما النساء فيتم توصيله إلى بيوتهن.

  • كيف كانت عائلتك وعائلة زوجك يخرجون الزكاة؟

كان لدى كل عائلة كشف مكتوب بأسماء الفقراء والمحتاجين، فيذهب الرجال الفقراء إلى دكان التجار لأخذ الزكاة، أما الفقيرات فيذهن إلى زوجات التجار في البيوت، وكنا نخرج زكاة الفطر تمرًا، وبعض الكويتيين كان يخرجها من الهريس.

  • ماذا عن النوافل؟

النافلة كانت في السابق عبارة عن 4 بيزات، وكانت النوافل تقدم كطعام مطبوخ في ليلة الإثنين، وكانت عبارة عن مكبوس لحم أو سمك لتوزيعه على الفريج في ثواب مقدميه، فالكويت لم تكن غنية في السابق، وكان أهلها بحاجة لمثل هذه التبرعات.

  • كيف كان يتم تقديم الأضاحي في الكويت في السابق؟

من كان له القدرة المالية ينحر الأضاحي في عيد الأضحى، وكان الناس يذبحون الخراف ويتم تعليقها في البيوت ومن ثم تقطيعها، وتوزيعها على أهل الفريج والمحتاجين.

كانت بعض النساء الثريات يقمن بحفظ الذهب في طاسة وكانت خالتي )والدة زوجي( شريفة عبدالله الصقر لها «طاسة » مليئة بالذهب، وقد جعلته وقفا للفتيات الفقيرات يتم إقراضه لهن في أيام الزواج الأولى، ونصف ذهبها أنفقته في تزيين الفتيات الفقيرات، وعندما كانت بنتها فاطمة ثنيان الغانم تبلغ والدتها أن الذهب ناقص عقب استرداده، كان ردها رحمها الله عليهم بالعافية »، فقد كان المجتمع الكويتي يتميز في السابق بالتكافل الاجتماعي ولا يزال.

  • ما ذكرياتك عن البيوت الكويتية والأسر قديما؟

كان رب الأسرة يعيش معه أولاده وزوجاتهم تحت سقف واحد، وكان هناك توزيع للمهام بين نساء البيت، وكل واحدة لديها عمل تقوم به، فنجد امرأة تشرف على شؤون البيت المنزلية والأخرى تشرف على إعداد الخبز، وثالثة تدير شؤون الغنم والماشية لحلبها وتجهيز اللبن والروب والجبن.ورابعة تشرف على )طوس الذهب(.

  • هل تذكرين شيئا عن سنة الهدامة؟

في عام 1936 م هطلت أمطار شديدة وتهدمت البيوت وأغلقت المدارس، وكانت الطرق مليئة بالمياه، وتم التبرع باستضافة المتضررين في الديوانيات والمدارس، ومن لديه طعام أو فراش أو مأوى قدمه، وتعاون أهل الكويت لبناء بيوت للمتضررين، وقد تطوعت بإيصال الطعام للأسر التي سكنت المدارس.

  • مشغل خياطة رقية القطامي

وماذا بشأن جمع التبرعات لإنقاذ الدول العربية؟

في عام 1948 م تمت الدعوة لجمع التبرعات لإغاثة فلسطين في المدرسة المباركية والقبلية، وحضرت نساء الكويت هذه الاجتماعات وتبرعن بالمال والذهب، وهناك من بادر بجمع التبرعات. وفي الخمسينيات تم جمع التبرعات لمصر والجزائر، وفيما بعد تأسست الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية عام 1963 م، وجمعت التبرعات في كافة الأحداث التي شهدها العالم العربي في حربهم ضد الصهاينة.

خالتي شريفة الصقر « طاستها » امتلأت بالذهب وتبرعت بنصفها لليتيمات قائلة «عليهم بالعافية

الجمعية الثقافية النسائية قدمت أفكارا جديدة في الدعم ك »قرى حنان الكويت » وكيس المحارب

  • كيف تأسست الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية؟

في نهاية الخمسينيات بدأت المرأة الكويتية تحصل على شهادات جامعية في المجالات المتعددة، وفي عام 1963 م  أسست الجمعية 6 أو 7 نساء كويتيات ، كنت واحدة منهن مع لولوة القطامي وغنيمة المرزوق وعدد من نساء الكويت، لا أتذكر أسماءهن، وكنا نذهب أحيانا بأنفسنا لتسليم المساعدات في نطاق دول الخليج والدول العربية.

  • هل تحدثينا عن دور الجمعية

الثقافية النسائية في جمع التبرعات؟

كنا كل عام نقوم بعمل سوق خيري في الجمعية، لاستقبال التبرعات النقدية والعينية وحتى الذهب، كما قامت عضوات الجمعية بالحياكة وعمل مشاغل للخياطة، وعرض ما يتم حياكته، كما قمنا بعمل فكرة كيس المحارب في حرب 1967 م و 1973 م ضد الكيان الصهيوني، وهي عبارة عن شنطة فيها كل مستلزمات الجندي، منها بيجامة ومعجون وماكينة حلاقة… إلخ، وكنا نسلمها للجان الكويتية التي كانت تقوم بتوصيلها إلى المحاربين في مصر.

  • هل تذكرين مواقف لا تُنسى أثناء

جمع هذه التبرعات؟

كنا نواصل الليل بالنهار من أجل دعم أشقائنا العرب ونصرة قضاياهم، وفي حرب 1967 م كانت التبرعات العينية تصلنا من أهل الكويت في «بقش » مليئة بالملابس وكنا نجد فيها ذهبا، تم بيعها بمبلغ كبير لتقديمها للمجهود الحربي.

ولم تتوقف مسا عد ا ت الكويت يوما في خدمة الشأن العربي أو الإنساني على حد سواء.

  • كان لك دور مع المرحومة غنيمة

المرزوق في جمع التبرعات لقرى «حنان الكويت »، فهل تحدثينا عن ذلك؟

أسست المرحومة غنيمة المرزوق «طبق الخير » في منتصف السبعينيات، ودعت الجمعية الثقافية النسائية لتنظيمه، ومن خلاله تم إنشاء «قرى حنان الكويت » لرعاية الأيتام في لبنان والسودان عام 1975 ، وكنا نزور التجار ونشرح لهم الفكرة، فكانوا يبادرون بدعم هذا المشروع، وانتشرت فكرة طبق الخير بين كافة مؤسسات المجتمع المدني.

  • ما هي قصة مبرة رقية القطامي

لمكافحة مرض السرطان؟

قمت بتأسيس لجنة «حياة لرعاية مرضى السرطان » في منزلي في حوالي عام ٢٠٠٥م وكانت في البداية بمجهود شخصي ثم طلبت وزارة الشؤون الاجتماعية تقنينها، فأسست مبرة رقية القطامي لمكافحة مرض السرطان، وأُشهرت في عام 2008 م وألحقت لجنة «حياة » بها، وقد تبرع لها عشرات الشخصيات والصديقات والأقارب.

ومنذ إشهار المبرة قدمت العلاج لأكثر من 700 مصاب ومصابة بمرض السرطان من غير الكويتيين والوافدين لأنها باهظة الثمن؛ فالمريض الواحد تصل تكلفة علاجه إلى 35 ألف دينار سنويا، وبذلك

  • جانب من المشغولات

تصل مصروفات المبرة نحو مليون دينار سنوياً، كما تبرعت المبرة لعمل قسم كامل للفحص المبكر للنساء الكويتيات في مستوصف اليرموك.

  • من أين جاءت فكرة المبرة؟

أصيب حفيدي عبدالرحمن محمد القطامي عام 2003 ابن بنتي هالة بالسرطان، وكان يعالج في أمريكا، لكن الله أخذ أمانته، وكنا نرى هناك بعض العرب المرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العاج فشعرت بمعاناة أسر مرضى السرطان فأسست اللجنة ثم المبرة.

  • كيف يتم دعم علاج المرضى؟

لدي مشغل في بيتي ما زال قائما حتى الآن، وكنت أخيط بنفسي، وكنا نشارك في معارض لبيع هذه المنتجات والمشغولات من خلال المعارض الخيرية، وريعها يذهب لدعم هؤلاء المرضى، وتطورت الفكرة بعد طلب الشؤون تسجيل المبرة بشكل رسمي، وتشكل مجلس الإدارة من الشيخة أوراد الصباح ونجيبة الخرافي وليلي الصقر وعادلة الساير، ونجاة دشتي، وبناتي منى ودلال وليلى وهالة الغانم، وفوزية العميم ولبيبة تميم .

  • هل كان إقبال الناس على التبرع

للمبرة جيدا؟

بالتأكيد؛ فالناس عرفوا الفكرة من خلال المعارض الخيرية التي شاركت فيها من قبل، وبعد معرفتهم بالدور الرائد للمبرة، ونحن لا نمنح المرضى أموالا نقدًا، بل نشتري الأدوية من الشركات ونطلب منهم صرفها للمرضى الذين نزودهم بأسمائهم من خلال مركز مكي جمعة .

  • ما الميزانية المقدرة لهذه الأدوية التي تقدمها المبرة؟

هذا شيء بيني وبين ربي، وكنت أفضل ألا أخوض في الحديث فيه، لكن حرصك على توثيق العمل الخيري وإصرار بنتي ليلي على مقابلتكم جعلني أوافق على الحديث عن أعمالي الخيرية، حتى يكون عملي لوجه الله وأسأل الله أن يتقبله مني مخلصة وليس رياءً.

تكلفة المريض في 3 أسابيع نحو 2500 دينار، فمن يستطيع من هؤلاء الوافدين تحمل مثل ذلك المبلغ؟! ونحن نساعد في حدود 34 مريضا سنويا شرط أن يكون لديه إقامة بالكويت وملف بمستشفى مكي جمعة، حيث نقوم بشراء الأدوية من الشركات وإيداعها في المستشفى باسم المريض، وفرحتي لا توصف حينما أعلم أن مريضا تم شفاؤه من السرطان.

  • ما الانطباعات حول دور الكويت

في معالجة السرطان؟

عندما تحضر بناتي مؤتمرات عن مرض السرطان في دول العالم، يستغرب من في هذه المؤتمرات بأن الكويت الدولة الوحيدة التي تعالج هذا المرض مجانا، فأغلب التبرعات التي تجمع في هذه الدول ليس بغرض توفير العلاج، وإنما لاستثمارها في عمل أبحاث عن السرطان، وعندما يعلمون بدور مبرة رقية القطامي لدعم المرضى غير المقتدرين يثنون على هذه الجهود.

  • ما الجوائز التي حصلت عليها

مبرتك بعد هذه الجهود؟

حصلت المبرة على جائزة المرأة العربية نتيجة لجهودها، كما حصدت المبرة أكثر من جائزة محلية وإقليمية.

  • ما نصيحتك لبنات الكويت اليوم وهن يرين وطنهن في عز ورخاء؟

عمل الإنسان لبلده ليس عيبا، ولا بد أن نعمل من أجل كويتنا الغالية، وإذا رأينا فقيرا أو محتاجا فلا نتركه بل يجب أن يكون عملنا من أجل هؤلاء المحتاجين، لأنه بدعوتهم يدوم الرزق ويباركه الخالق. وما لدينا اليوم في الكويت من فرق تطوعية ولجان تطوعية يؤكد أن شباب الكويت توارثوا شيئا جيدا عن آبائهم وأجدادهم في سبيل مرضاة الله، مقتدين بسمو الأمير قائد الإنسانية في عملهم نهجا وعملا، فشعب الكويت قدوتهم قائدهم، وأسأل الله تعالى أن يحفظ الكويت وأهلها وأن يجعلها دائما بلد الخير والسلام والإنسانية.

المرأة الكويتية والعمل الخيري

المحسنة منيرة العتيقي المضيافة لحجاج بيت الله الحرام

منيرة بنت صالح بن سيف بن حمد بن محمد العتيقي،المولودة في دولة الكويت منتصف القرن الثالث عشر الهجري، أي في عام 1250 ه/ 1834 م تقريبا.وتنتمي إلى أسرة عريقة عرفت بتاريخها العلمي، وارتبطت بتعلم المنهج الإسلامي منذ القدم، وكان منهم علماء أجلاء، منهم الشيخ سيف بن حمد العتيقي الذي اشتهر بالخير والفضل والصلاح، وله أوقاف عديدة في مدينة المجمعة عبارة عن مدرسة وكتب ونخل تصرف غلتها على طلاب العلم هناك، وكذلك الشيخ محمد بن سيف العتيقي الذي ورد ذكره في كتاب «السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة » الذي ترجم أيضا لأبيه وأخيه الشيخ صالح.

رافقت والديها إلى حج بيت الله الحرام ثم أقامت هناك، وقد نشأت المحسنة منيرة العتيقي مع اسرتها في الكويت التي كانت تعيش في رخاء ونمو مطرد في تلك الفترة، وكان لأهلها ولع فطري ببيت الله الحرام والأماكن المقدسة، فاتخذوا لهم بيتا في مكة المكرمة يقضون فيه أوقات الحج والعمرة والزيارة، فنشأت منيرة في هذا الجو الإيماني وتربت في كنف القرآن الكريم والحديث الشريف.اشترت أرضا مجاورة لبيت الله الحرام قرب بئر الحمام من مالها الخاص وبنت بيتا وديوانا وما يلزمهما من منافع عام 1277 ه/ 1860 م ليكون مستقر لها في يوم من الأيام، وذلك بعد زواجها من السيد محمد بن علي بن عبدالرحمن المضايفي من أهل مكة المكرمة.

تعليمها

نشأت منيرة في بيت علم ودين، فجدّها صالح وعمها عبدالله كانا من العلماء المعدودين في منطقة الخليج العربي، ولم يكن للبنات في ذاك الوقت من وسائل التعليم غير البيوت والكتاتيب النسائية، فقد درست القرآن الكريم وعلوم الحديث الشريف وشيئا من الفقه الشرعي.

أخلاقها وصفاتها

كانت المرحومة بإذن الله/ منيرة العتيقي سيدة فاضلة، واصلة للرحم، قوية الشخصية، عالمة بالفقه والفرائض، عفيفة ذات عزة وكرامة، وكانت كريمة ومحسنة.

أوجه الإحسان في حياتها

ليس غريبا على امرأة صالحة – نشأت في بيئة طيبة وبين أبوين كريمن صالحن وأسرة مباركة- أن تتشرب معاني الإحسان والعطاء، فبذرت بذور الخير في العديد من الأعمال الخيرية.

الوقف الخيري

اشترت أرضا في شِعب بني عامر في مكة المكرمة عام 1277 ه وأنشأت عليها مباني وحوشا وديوانا وقاعة ومنافع وعزلتن، ثم أوقفت المبنى بالكامل لوجه الله تعالى، على خيرات وأضاحي للفقراء والمساكين ولهذا الوقف حجية شرعية صادرة في مكة المكرمة مؤرخة بتاريخ 19 من ربيع الثاني عام 1306 ه.

الوقف الذري

وكان لمنيرة العتيقي أيضا وقف مجاور لوقفها الأول، وقد حررت وصية وقفه في 10 رجب 1306 ه، وأوقفت عزلتين في شمال العقار الأول على معاتيقها وابن اختها محمد بن عبدالله بن سيف العتيقي، ومن بعده على عصبة ابن اختها وأولادهم، وأولاد أولادهم مما تناسلوا، ويقوم على متابعته الآن د. صلاح عبداللطيف العتيقي.

رعاية الحجاج وضيافتهم

كان لإقامة المرحومة منيرة في مكة المكرمة فرصة ذهبية لخدمة ضيوف الرحمن، فقد كانت لبت رغبتها الشديدة في إسعاد حجاج بيت الله الحرام، وكانت كريمة في ضيافتهم بطبيعتها، فسخرت ديوانها وما يتبعه من مرافق لخدمة الزوار والحجاج.

عتق الرقاب

كان لدى المحسنة منيرة العتيقي مماليك، فقامت بعتقهم إبتغاء وجه الله تعالى، وأحسنت إليهم بالعطايا والوصايا وأوقفت عليهم وقفها.

رعاية حملة القرآن الكريم

حرصت رحمها الله على كتاب الله ورعاية حفظته، وخصصت لهم حصة من وقفها المشار إليه فيما سبق، وحثتهم على قراءة القرآن الكريم وختمه في شهر رمضان المبارك في كل جمعة.

كرمها وسخاؤها

كانت المرحومة منيرة العتيقي عطوفة على الفقراء والمساكين، حريصة على التصدق والإطعام، وأن تجعل لهم حصة من وقفها، فكانت تقوم بضيافة الحجاج والزوار من أقاربها الذين يأتون من الكويت فينزلون في عزلة مخصصة لذلك، وتذكر المصادر أن أسرة العتيقي كانوا ينزلون بضيافتها وضيافة أصهارها من أشراف مكة أثناء حجهم وزيارتهم، فيلقون في رحابها كل إكرام وتفان في خدمتهم.

وفاتها

عاشت المحسنة منيرة العتيقي- رحمها الله- قرابة 74 عاما، تقلبت فيها بين أوجه الخير المتعددة، ما بين الوقف الخيري وإكرام الحجاج وعتق الرقاب ورعاية حملة القرآن الكريم.

وقد توفيت عام 1326 ه تقريبا، وقدرت ثروتها عند وفاتها بمئات الجنيهات الإفرنجية، بالإضافة إلى بيوتها الموقوفة، رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جنانه.

هيئات ومؤسسات تطوعية

«جمعية المرشدات »عمل تطوعي مؤسسي رائد لفتيات الكويت

  • وزير التربية الأسبق د. بدر العيسى متوسطاً عضوات جمعية المرشدات في احدى المناسبات

تعدّ جمعية المرشدات الكويتية من أوائل جمعيات النفع العام التربوية النسائية وقد تأسست في الكويت بغرض خدمة الشأن العام المتعلق بالفتاة الكويتية وتطوعها.

وجمعية المرشدات الكويتية هي جمعية نفع عام، تأسست عام 1965 لمدة غير محدودة، وتم إشهارها بالجريدة الرسمية في 25 مايو 1965 ، تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أن انتقل الإشراف الكامل عليها إلى وزارة التربية وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم ) 2447  في 10 نوفمبر 1974 . ويشرف وزير التربية على الجمعية ويُشكل مجلس إدارتها.

وكان بداية تأسيس النشاط التطوعي للفتيات في المدارس كزهرات ومرشدات عام 1957 م على يد السيد/ علي حسن رحمه الله أحد قادة العمل الكشفي في الكويت، وفي عام 1960 تم عمل ول فريق مرشدات في الكويت في مدارس البنات على يد المرشدة الأستاذة قمرية أمن رحمها الله.

مجلس الإدارة والعضوية

يتكون مجلس إدارة جمعية المرشدات الكويتية من 9 عضوات بقرار من معالي وزير التربية، ورئيسها الحالي الأستاذة/ هند محمد الهولي.

بلغ عدد المنتسبات والمتطوعات في الجمعية 11450 عضوة حسب آخر إحصاء، جميعهن من زهرات ومرشدات مدارس وزارة التربية والقائدات والموجهات المسجلات حسب إحصائية العام الأخير.

حصلت على العضوية في الجمعية العالمية عام 1968 ، وعلى العضوية في الإقليم العربي عام 1969 وعضوية لجنة مرشدات دول مجلس التعاون عام 1996 . حازت جمعية المرشدات الكويتية على درجة التميّز في التقييم الذاتي للجمعيات عام 2009 وتعتبر في مقدمة الجمعيات على جميع المستويات ببرامجها وأنشطتها وبمشاركتها وتنفيذها الخطة الاستراتيجية العالمية.

أهدافها

تعمل جمعية المرشدات الكويتية على تحقيق الأهداف التالية:

< <إعداد الفتيات الناشئات إعداداً تربوياً هادفاً كمواطنات صالحا ت .

< <نشر قيم ومبادئ الدين الإسلامي الفاضلة، وتقاليد المجتمع الكويتي.

< <تعزيز الشعور بحب الوطن ثم الأمير والولاء لهما.

< <احترام حقوق الإنسان، ونشر السلام القائم على الحق والعدل والمساواة لإيجاد عالم يسوده الأمن والأمان.

< <العمل على خدمة المجتمع بجميع أفراده والمحافظة على البيئة.

< <تقوية الروابط والتكامل الاجتماعي والمساهمة الفاعلة في مجالات التنمية مع الوزارات والهيئات والمؤسسات.

< <دعم ونشر حركة المرشدات والزهرات داخل الكويت وتوجيهها ثقافيا واجتماعيا وفقا للخطط التربوية والتعليمية والنظم المعمول بها.

< <المحافظة على حركة المرشدات والزهرات، والعمل على نشر أصولها ومبادئها العالمية عن طريق البرامج والأنشطة التي تمد بها التوجيه العام والمناطق التعليمية قطاع الأنشطة الطلابية بالوزارة وذلك على جميع المستويات محليا وخليجيا وعربيا ودوليا.

< <توثيق العلاقات مع الجهات الحكومية والأهلية في الكويت لدعم حركة المرشدات وكذلك مع منظمات حركة المرشدات الخليجية والعربية والدولية.

أنشطتها

تعدّ جمعية المرشدات الكويتية الجهة المشرفة على جميع الأنشطة والبرامج الخليجية والعربية والعالمية التي تتلقاها من الجهات الخارجية، وتمد به قطاع الأنشطة الطابية بالوزارة لتعميمها، ممثلة بالتوجيه العام والتوجيه الفني للزهرات والمرشدات بالمناطق التعليمية والتعليم الخاص ومدارس التربية الخاصة.

ومن أنشطة الجمعية التي تقوم بها:

مثلت وتمثل جمعية المرشدات الكويتية دولة الكويت في جميع المحافل والمؤتمرات والمناسبات والتجمعات الخليجية والعربية والعالمية الإرشادية وتشرف على تدريب الوفود التي تمثلها من قبل الوزارة.

تقيم على أرضها سنويا وتتعاون في إعداد ووضع برنامج مخيم السلام السنوي لمرشدات الكويت وقد أقيم في العام السابق المخيم السادس عشر للسلام.

شاركت مع المؤسسات والهيئات في المنتديات واللقاءات والمؤتمرات محليا والتي تعنى بالفتيات. وضعت المناهج الإرشادية الخليجية لجميع مرشدات دول مجلس التعاون. أضافت للمراحل الإرشادية مرحلة البراعم في رياض الأطفال.

كونت لجنة الشابات لمن توظفت بعد التخرج لتزاول تكملة النشاط الإرشادي لمن أعمارهن بين ) 18 – 35 (.

دربت وأشرفت الرئيسة والعضوات على الوفود التي مثلت دولة الكويت في المنتديات والمخيمات الخليجية والعربية والدولية هذا العام والأعوام السابقة.

تلبي جمعية المرشدات الكويتية الدعوات للمشاركة على جميع المستويات لرفعة اسم الكويت في جميع المحافل والمناسبات خليجيا، عربيا وعالميا.

أسهمت وتساهم في الأعمال الخيرية بالتعاون مع الجهات المعنية وكذلك الهلال الأحمر )عند الأزمات وكذلك النكبات التي حدثت في العالم(. تطرح سنويا مشاريع الخدمة العامة للمجتمع والبيئة متماشية مع الخطة العالمية لحركة المرشدات لتنفيذها على مستوى الوزارة للمراحل الثلاث.

تقوم بالتأهيل القيادي سنويا وذلك بعمل دورات تدريبية لتأهيل القائدات والموجهات وكذلك الفتيات. وتقوم جمعية المرشدات الكويتية بتأهيل الفتيات على العمل التطوعي لاستكمال مسيرة نساء الكويت على مدى أربعة قرون في عملهم التطوعي والإنساني.

استراحة العدد

الكويتيات في عيون الرحالة

مرّ العديد من الرحالة الأجانب والعرب بالكويت في العهود الماضية، وقدموا تقاريرهم في التعريف بالدولة ووصف الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما وصفوا العادات والصفات التي يتمتع بها المجتمع الكويتي، وبالطبع كان من ضمن وصفهم المرأة الكويتية، التي كانت دوما وأبدا حاضرة في عيون أغلب الرحالة الزائرين ووصفوا دورها الحيوي في معاونة ومشاركة الرجل وإدارة شؤون الحياة العامة.

وفيما يلي بعض ما قاله الرحالة عن نساء الكويت…

المؤرخ والعالم البغدادي عبدالرحمن السويدي

اللورد كورزون نائب ملك إنجلترا وحاكم عام الهند

الكاتب الأمريكي لوشر

وهم أهل صلاح وعفة وديانة…  وكذلك نساؤها ذوات ديانة في الغاية

زار الكويت عام 1773

الكاتب الأمريكي لوشر

نساء الكويت مشهورات بمثابرتهن ومهارتهن في جميع الأعمال اليدوية كالحياكة والنسيج، ومثل ذلك في حُسن مظهرهن.

زار الكويت عام: 1868

اللورد كورزون نائب ملك إنجلترا وحاكم عام الهند

نساء محجبات يضعن عباءتهن الزرقاء الداكنة ملقاة على رؤوسهن، ويلبسن فساتين من القطن المزركش الألوان، تتدلى إلى الأرض.

زار الكويت عام: 1903    

الطبيبة الأمريكية أليانور كالفري

عندما ينهض رجال المدينة ونساؤها من فراشهم للضوء، وارتداء الملابس المناسبة ليؤدوا الصلاة بوقار، ويذهب كثير من الرجال إلى المساجد، بينما تؤدي النساء الصلاة في البيت.

زارت الكويت عام 1913

الطبيبة الأمريكية ماري برونس أليسون

العروس الكويتية يوم عرسها تجلس بمفردها تؤدي الصلاة، وكانت تلبس ثوبا حريرا، تعطي صورة للروعة الشرقية تظهر خجلها وكأنها لا تود الزواج.

زارت الكويت عام 1934

هارولد ديكسون المعتمد البريطاني في الكويت

الممرضة التركية بلكة كونكور

إن العِرض لدى الكويتي في القيمة يلي الشرف، شأنه شأن كل عربي وتتضمن هذه الكلمة سمعة نسائه وعلى وجه الأخص أمه وأخته.

زار الكويت عام 1939

زهرة ديكسون

المرأة في الكويت صنوها الرجل في مجال الكياسة والاحتفاء بالضيف، أما طبيعتها فمجبولة على البشاشة واللطافة، والمرأة العربية معطاءة سخية،، فهي لا تدع مناسبة تمر مهما كانت طبيعة الزيارة دون أن تقدم الطعام والشراب لضيوفها.

زارت الكويت عام 1946

الممرضة التركية بلكة كونكور

شعرت بينهم أنني لست غريبة، وقد تجلى لي العطف والسؤال المتكرر عني من جميع الكويتيات، فظهر إحساس في داخلي أنني في بلدي، ويتحتم علي أن أخدم مرضى هذا البلد بكل قواي، ومستعدة أن أعطي نصف عمري إذا شاء القدر لي أن ألتقي بهن مرة زارت الكويت عام 1953

المؤرخ المغربي الدكتور عبدالهادي التازي

زار الكويت عام 1968

المرأة الكويتية لا تظهر إلا متلفعة في مرطها الأسود من الفرع إلى القدم، ولكن النساء مع ذلك يتبين الطريق عن طريق شبكة سوداء توجد فوق عيونهن، «وهو يقصد هنا الشيلة .

 

إصدارات فنار

المؤلف: د. خالد يوسف الشطي

الجودة الإدارية في المؤسسات الخيرية الكويتية

يعدّ هذا الكتاب أول إصدار من نوعه في الكويت يتناول علاقة المؤسسات والهيئات الخيرية الكويتية بالجودة الإدارية أو ما يُعرف بالآيزو ) .)ISO يقع كتاب «الجودة الإدارية في المؤسسات الخيرية الكويتية » في 140 صفحة من القطع المتوسط ويتناول مؤلفه الدكتور خالد يوسف الشطي لمحة عامة عن الآيزو ومفاهيمها، وتعريف نظام إدارة الجودة )آيزو( وأنواع ومجالات مواصفات الآيزو وأرقامها، وكيفية حصول منظمة ما على شهادات هذه المواصفات.

ولعل كثيرًا منا يسمع عن شهادات مواصفات إدارة الجودة أو ما يُعرف بالآيزو ) ISO (. وربما يتساءل البعض عن ماهيتها، وفائدتها، وقد يعتقد البعض أن مثل هذه المواصفات تخص فقط الشركات الربحية والمصانع، لكن أن يجد هيئة أو جمعية خيرية أو تطوعية حصلت على إحدى شهادات الأيزو، فإنه قد يتساءل في قرارة نفسه عن علاقة الآيزو بعمل مثل هذه الجهات، وغالبا لا يهتم بالبحث وراء هذه العلاقة. ويأتي هذا الكتاب ليوضح بشكل مبسط، تعريف نظام إدارة الجودة )آيزو( وأنواع ومجالات مواصفات الآيزو وأرقامها، وكيفية حصول منظمة ما على شهادات هذه المواصفات، باتباعها لمعاييرها.

ويسلط الضوء على علاقة مواصفات إدارة الجودة أو الآيزو بمجال العمل الإنساني والخيري والتطوعي، وأهميته بالنسبة له، والفوائد التي تعود عليه من تطبيقه لمعايير هذه المواصفات، إلى جانب توثيق لأهم الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية الحكومية والأهلية التي قامت بتطبيق معايير مواصفات الآيزو وحصلت على شهادات بذلك.

وتناول الكتاب أهم المؤسسات الحكومية والأهلية العاملة في مجال العمل الخيري والتطوعي التي استطاعت الحصول على شهادات مواصفات الآيزو في كافة مجالاتها، والقصد من ذلك هو الحصر التقريبي، وذلك لضرورة توثيق هذا الجانب المتميز في مسيرة العمل الخيري والإنساني الكويتي، والتأكيد على شفافية العمل الخيري وجودة عملها الإداري الذي يعطي انطباعا إيجابيا لدى المتبرعين والمنظمات الدولية والمجتمع.

الملتقى الأول لاتحاد المبرات والجمعيات الخيرية نحو التكامل المنشود بين القطاع الحكومي ومؤسسات العمل الخيري.. الحلول والمقترحات

إعداد: مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار »

يوثق كتاب الملتقى الأول لاتحاد المبرات والجمعيات الخيرية الكويتية «نحو التكامل المنشود بن القطاع الحكومي ومؤسسات العمل الخيري.. الحلول والمقترحات »؛ ما استعرضه الملتقى من مناقشات وأفكار وتوصيات ختامية، والذي نظمه اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية الكويتية بالتعاون مع جمعية ملتقى الكويت الخيري في 8 مايو 2018 م في فندق ميلينيوم الكويت، برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وزير الدولة للشؤون الاقتصادية السابقة السيدة: هند براك الصبيح. وقدم الكتاب التفاصيل الكاملة لكل محور من محاور الملتقى الأربعة، وهي كالآتي:

المحور الأول: دور وزارة الخارجية على المستوى الخارجي في إطار التنسيق ورعاية العمل ومساندته وتيسيره وتسهيله في الدول المختلفة لبناء العلاقات التكاملية مع المؤسسات التطوعية والخيرية والإنسانية.

المحور الثاني: دور وزارة الشؤون على المستوى المحلي في إطار الإشراف والمتابعة لتعزيز جوانب التكامل المنشود مع المؤسسات التطوعية والخيرية والإنسانية.

المحور الثالث: التكامل في العمل والممارسة الميدانية )خطط وبرامج عمل تنفيذية(.

المحور الرابع: التحديات التي تواجه التكامل المنشود بين المؤسسات الرسمية والأهلية في إدارة العمل الخيري.

كما قدم الكتاب في ختامه المقترحات والتوصيات التي خرج بها الملتقى، وتقديم استبانة عن رأي الحضور فيما عرضه الملتقى من مناقشات وأطروحات وأفكار، ودورها جميعا في تحقيق الفائدة والنفع على العمل الخيري والعاملين فيه.

والكتاب هو أحد إصدارات مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار »، ويقع في 122 صفحة من القطع المتوسط، لتوثيق أحداث الملتقى الأول لاتحاد المبرات والجمعيات الخيرية الكويتية «نحو التكامل المنشود بن القطاع الحكومي ومؤسسات العمل الخيري.. الحلول والمقترحات .

قرأت لك هذا الكتاب نشاط المرأة الكويتية من خلال وثائق الوقف

المؤلف:  د. فيصل الكندري

يتناول هذا الكتاب تبسيطا لأوقاف المرأة الكويتية بشكل موجز، ويؤكد على أنه برغم أن التاريخ الحديث لدولة الكويت قصير إذا ما قورن بالمناطق المجاورة لها، وقرب أحداثه بحيث لم تتجاوز أربعة قرون مضت، لكن كانت هناك معاناة بكل أسف في قلة الكتابات التاريخية المحلية التي تناولت الكويت ووضعها الداخلي خلال فترة تأسيسها الأولى نتيجة لانتشار الأمية وإهمال التدوين.

ونتيجة لذلك فإن العثور على أية وثيقة أو معلومة هي فرصة للدراسة والتمحيص والتحليل للحصول على أكبر فائدة منها ويتبين ذلك من خلال العدسانيات وهي وثائق الوقف القديمة التي كان يحررها القضاة والذين تولوا مرفق القضاء الكويتي منذ القدم، وكانت هذه الوثائق بمثابة العصب الرئيس لهذا الكتاب الذي يضم باقة متنوعة من صور الوثائق الوقفية النسائية.

والكتاب عبارة عن بحث يقع في 56 صفحة من القطع الصغير وهو أحد إصدارات الأمانة العامة للأوقاف، ويشرح فيه مؤلفه الدكتور فيصل الكندري، ويغطي الكتاب الفترة من 1847 م/ 1263 ه إلى 1930 م/ 1348 ه، وهو بداية أول وأقدم الوثائق الوقفية وتنتهي بآخر القضاة من عائلة العدساني الذين تولوا منصب القضاة لمدة 178 عاما.

وتعتبر أهمية هذا الكتاب في أنه يتحدث عن نشاط المرأة الكويتية في ميدان الوقف فيتناول حياة العامة من الناس، ويركز على الحياة الاجتماعية داخل المجتمع الكويتي فيما مضى قبل ظهور النفط.

وينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين، الأول عن إسهامات المرأة في الوقف الخيري ويوضح هذا القسم صور الوقف النسائي في الكويت مثل تشييد المساجد وإطعام الفقراء والمساكين وإعتاق الأرقاء والرأفة بهم، ووقف )الحظور( الذي تميزت به الكويت وهي وسيلة لصيد الأسماك ووقفها. أما القسم الثاني من الكتاب فيتعلق بنشاط المرأة في الحياة اليومية المتصلة بالوقف مثل الذهاب إلى القاضي لتسجيل الوقف، ومزاولة عملية البيع والشراء للعقارات من محلات وبيوت، وأخيرا تولي المرأة النظارة والإشراف على رعاية شؤون العقار الموقوف.

المرأة وجواهر الكلمات

المؤلف : غانم يوسف الشاهين الغانم

يقدم هذا الكتاب مختصرا لأهم الأقوال الصادرة عن وإلى المرأة في البيئة الكويتية، ويحكي فيه مؤلفه المؤرخ غانم يوسف الشاهين الغانم سبب قيامه بإنتاج هذا الكتاب، بأنه شعر بأهمية التراث التاريخي الكويتي حتى لا يضيع.

ويؤكد الكتاب الذي يقع في 260 صفحة من القطع المتوسط أهمية كتابة تاريخ الكويت الذي لم يُكتب عن أهلها إلا القليل، لأن المواطن اليوم أصبح في حاجة ماسة لأن يعرف، وأيضا كل من يظن أن الكويت عبارة عن بحر وبر، رجل وامرأة، بيت وسكة وفريج، بل ليعرف أكثر عن أن الكويت هي وأهلها امتداد لتاريخ أمة ذات أصالة عريقة ومواقع.

ويؤكد الكتاب أن المرأة الكويتية لها دور حيوي في الحياة الكويتية ؛ كونها تمثل نصف المجتمع، ويتبن هذا الدور في عدة أمثلة ومواقف في السلم والحرب منذ القدم، لما لها من عظمة الوجود بذلك الوقت والأمس حتى اليوم وهذا ليس بالشيء البسيط.

ويرى المؤلف أن ما عاصره في فترة الثلاثينيات يذكره بماضي تليد مُطعم بمثاليات الرقي الذي غرز أو نقش بطبيعته بقلب المرأة، فمنها العادات الجميلة التي لا تعد ولا تحصى.

ويؤكد المؤلف على أن سبب تسميته للكتاب بعنوان المرأة وجواهر الكلمات » نتيجة لما سمعه من المرأة من معنى الكلمة التي تعبر عما يكنه الضمير من حسن التعبير بالكلمة المحببة لدى السامع الذي يجد به نغم النداء الذي يرن بأذن السامع او السامعة، فيأتي ركضا مقدما للمنادي الولاء والطاعة والاحترام المتبادل.

ويؤكد الكتاب أن اختياره لمجموعة من الألفاظ والتعابير في اللهجة الكويتية، لأن المعروف عن الأمة العربية أن لغتهم لا تفنى مدى الدهر، بينما تزول الجبال والآثار، ولا يبقى منها غير الأطلال لأنها اللغة التي اصطفاها الله سبحانه وتعالى لينزل بها القرآن الكريم.

لم يكن غريبا على الكويت أن تنظم وتستضيف أول مؤتمر عن دور المرأة في العمل الخيري، بعد وقت قليل من اختيار الأمم المتحدة الكويت مركزَا عالميا للعمل الإنساني ومنح لقب قائد العمل الإنساني » لسمو أميرها، كيف لا وهي الدولة التي دائما ما تبادر إلى كل ما من شأنه خدمة الإنسانية في الداخل والخارج دون تمييز بن عرق أو دين أو لون.

فإقامة المؤتمر العالمي «دور المرأة في العمل الخيري » في الكويت في نهاية عام 2014 لم يكن شيئا كماليا، بل نابعا من صميم سياستها الإنسانية، فقامت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالدعوة إليه وتنظيمه برعاية وحضور سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه، تعبيراً عن إيمان سموه بدور المرأة المهم في بناء المجتمعات والنهوض بها.

وما نراه إن هذا المؤتمر كان بداية قوية لوضع الصورة الصحيحة لدور المرأة في العمل الخيري والتطوعي ليس فقط المرأة الكويتية وإنما المرأة على مستوى العالم، فعقب المؤتمر صاغت الكويت الوثيقة الأولى من نوعها التي تتحدث عن دور المرأة في العمل الخيري، وضرورة تعزيز حضورها في المشهد الإنساني ليشكل للمرأة المرجعية الشرعية والمنهج العلمي، وسلماً للارتقاء بدورها الفاعل والهام في نهضة الأمة نحو الأفضل، وهو دور لا يقل عن دور الرجل، بل إنه قد يتخطاه أحيانا في بعض التجارب لا سيما ذات الطبيعة الخاصة.

شكراً لهن على صنائعهن الإنسانية

إن الطبيعة الفسيولوجية والسيكولوجية بين الجنسين جعلت هناك اختلافات كثيرة بينهما في نواحي التفكير والمشاعر والتواصل والاهتمامات والاستجابات، وكذلك في الاحتياجات والنظر إلى الأمور والتعامل مع الأحداث، مع تميز المرأة بالناحية العاطفية أكثر من الرجل، وهو صلب وأساس العمل التطوعي، فما يحتاجه هذا المجال هو التعاطف مع المجتمع والتعامل معه من زوايا إنسانية بحتة، غير أن هذا لا يعني أننا نقول إن الرجل يفتقد للعاطفة بل إنه يمتلكها لكن تختلف درجتها مقارنة بالمرأة.

ودخول المرأة إلى العمل التطوعي كالأم العطوف الحنون على أبنائها، وهو المطلوب لأي عمل تطوعي، بأن ننظر لمن يحتاج إلى عملنا بعاطفة الإنسان وتراحمه، فشهدنا نماذج نسائية متميزة في مجال العمل الإنساني والتطوعي سواء على مستوى الكويت أو على مستوى دول العالم، والنماذج كثيرة.

إن من يعود إلى تاريخ الكويت سيجد أن المرأة حاضرة بقوة في العمل التطوعي جنبا إلى جنبا مع شريكها الرجل، بل إنه أحيانا يكون دور أكبر، فهي تقوم بدور الأم والأب في حال سفر الأب بسبب عمله، وكان رجال الكويت القدامى كثيري الأسفار من أجل لقمة العيش، مطمئنين إلى أن إدارة شؤون أسرهم في يد أم أمينة، فوجدنا عطاء نسائيا في العديد من القصص والشواهد، وهذا في الشأن الأسري.

أما في الشأن العام فقد كانت المرأة الكويتية حاضرة وبقوة، وتاريخ الأوقاف والأعمال الخيرية والتطوعية يشهد بذلك، ولم يقتصر ذلك على الحقب الماضية من الزمن، بل إنه مستمر إلى اليوم بتأسيسها للجمعيات واللجان والمبرات والفرق التطوعية ومشاركتها الإيجابية في العمل التطوعي والإنساني، وإننا إذ نحتفل اليوم باليوم العالمي للمرأة، فإننا نقول شكرَا لكل أم وأخت وابنة أسهمت وتطوعت بوقتها ومالها وجهدها من أجل وطنها والإنسانية جمعاء، حتى ترسم الابتسامة على وجوه الآخرين، وتضيف إلى سجل الكويت ورقة ناصعة تُسب في مبادراتها الإنسانية.

مسك الختام

د. عروب الرفاعي

التطوعبيت العطور

بدأت رحلتي مع العمل التطوعي حين كنت في الخامسة عشرة من عمري، وكان ذلك حين انضممت لجمعية بيادر السلام النسائية حيث كانت الرحلة معها ثرية، بدأت بالمرأة وانتهت بعالم التطوع بأكمله. وقد أتاحت لي حضور مؤتمرات محلية ودولية، والعمل في لجان رسمية وشعبية، والتعرف على العمل الأهلي والاجتماعي بمختلف اهتماماته، ومع الوقت دخلت في تنظيم العمل الخيري، وأسهمت في تأسيس الفرق الشبابية، وتعرفت على أشكال الجمعيات المهنية والاجتماعية، وتوجت ذلك بدراستي للدكتوراه عن المسؤولية الاجتماعية في الشركات الكويتية.

وفي هذا المقال أحاول أن اضع خلاصات وفوائد وجدت أن معرفتها أساسية لكل راغب بالانضمام إلى مسارنا التطوعي، خاصة من الجانب النسائي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والذي خصصت له مجلة «فنار » مشكورة عددها هذا.

بداية، فإن العمل التطوعي هو ذلك العمل الذي يقدمه الانسان طوعا، أي بدون مقابل مالي من ناحية، وبدون إجبار أو إكراه أو قانون يلزمه به من ناحية أخرى، ويكون مضمون العمل التطوعي نشاطا أو خدمة تلبي حاجة في المجتمع، كما ويُقدم بطريقة منظمة ومخطط لها من خلال جهة لها كيان وبنيان معروف ومتاح للكافة. ولقد علمت من خلال سنوات تجربتي أن دوافع الناس للتطوع تتعدد، وكل الدوافع محل تقدير واهتمام؛ فمنهم من يتطوع لكسب الأجر الكبير من الله، وبعضهم يكون دافعه الرغبة في رد جميل المجتمع الذي غمرنا بخيره، أو لدوافع إنسانية ومساعدة الآخرين، أو للاستفادة من وقت الفراغ، أو لاستثمار علم ونشره وتعميقه.

وبغض النظر عن دوافعنا حين نتطوع، فإن هناك مكاسب يجنيها كل متطوع، وكأن التطوع بيت للعطور لا يخرج منه زائره إلا بخير عميم.

فالتطوع يزيد المتطوعين تواضعا وإنسانية عبر التعرف على معاناة الآخرين، كما ويزيد المتطوع سعادة عبر استشعاره للخير الذي يقوم به، والتطوع يثري رأس مالنا الاجتماعي عبر معارف وأحباب جُدد، إذ التطوع يجعل للمتطوع وضعَا اجتماعيَا مميزا ومكانة. وكذلك فإن التطوع يساعدنا على الإبقاء على مهاراتنا فعالة، ويزيدنا معرفة بأنفسنا وأنظمة بلادنا وطبيعة مجتمعنا. وتستفيد المؤسسات من وجود المتطوعين، فهم يوفرون عليها المال لأنهم يعملون دون مقابل. ويعطونها مصداقية، لأن وجودهم دليل على أن برامجها جذابة، وهم كذلك يضمنون سلامة المشروع التطوعي، لأنهم يبدون رأيهم بحرية مقارنة بالموظف، كما وإنهم يزودون المؤسسة بالأفكار والخدمات الجديدة، وبالتالي يجلبون للمؤسسة مزيد من الدعم المالي والعام عبر علاقاتهم وشهادتهم لصالح تلك المؤسسة.

وتستفيد الحكومات من المؤسسات التطوعية في دعم الخدمات الحكومية مثل المؤسسات التي تعمل في مجال الصحة والتعليم وحماية البيئة، وفي تقديم اقتراحات وحلول جديدة للمشكلات في المجتمع مثل مكافحة الفقر ورعاية المعاقين وشغل أوقات الفراغ للشباب وغيرهم، وهذا يوفر على الحكومة المال والجهد، ويخلق فرص عمل ووظائف جديدة، كما إن التطوع يزيد في اللُحمة الاجتماعية والتكاتف عبر خلق صور جديدة للتواصل والعمل الجماعي، ويخفف السخط الاجتماعي عبر التأكيد على أن المجتمع مسؤولية الجميع، ويدعم نمو الوعي الديمقراطي واستقرار المجتمع وزيادة الولاء له. وقبل أن اختم، فقد وجدت من تجربتي مع العمل التطوعي بأنه يرحب بالجميع ويحتاج للجميع، فهذا يعطي من ماله لدعم مشروع خيري، وذاك يعطي من ذكائه الاجتماعي فيقوم بمهام الاستقبال والعلاقات العامة والمتابعة، وذاك يعطي من علمه لُيكمل نقص المنظمة التطوعية، وآخر يعطي من قوة علاقاته فيشجع من حوله للتطوع من أجل التكامل والتراحم والتعاون والنفع والبركة، وتحقيق غاية العمل التطوعي. وختاما فإني أتقدم بجزيل الشكر لمركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » لجهوده المتميزة في توثيق العمل الإنساني في دولة الكويت،وتسليط الضوء في هذا العدد على جهود المرأة الكويتية في العمل التطوعي .

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

2 + 17 =

أهلا بكم