مجلة فنار العدد 6

كلمة العدد

الحج.. تجربة كويتية متميزة عالميا

أهلا بكم.. مجددا نلتقي بكم في العدد السادس من مجلة «فنار »، ونحن نستعد لموسم الحج، وقد بدأ الحج في الكويت منذ مئات الأعوام حينما لم تتوافر وسائل النقل الحالية، بل كانت الرحلة شاقة وتستغرق أكثر من ثلاثة شهور، فساهم قِدَم تجربة الحج الكويتية بإعطاء الكويت خبرة ودراية كبيرة في إدارة بعثة الحج التي أصبحت تجربة متميزة ورائدة عالميا مع مرور الزمن وتوفر الاحتياجات.

ويتناول ملف العدد موضوع الحج في الكويت عبر العصور، بدء من حملات الحج على الإبل والبحر مرورا بالسيارة وصولا إلى الطائرة، حيث أن لدولة الكويت جهودا كبيرة فيه سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي أو النفع العام أو حتى الأفراد المتطوعين كل ذلك كان من شأنه إثراء التجربة الكويتية في الحج.

وفي العدد أيضا مقابلة مع وزير الصحة والتخطيط الأسبق وأحد مؤسسي جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور عبدالرحمن العوضي، يحكي فيها قصته مع موسم الحج في الكويت في الماضي وأبرز مساهمات وزارة الصحة والهلال الأحمر في خدمة الحجاج.

كما يضم العدد سيرة أحد فرسان العمل الخيري الكويتي وهو الشيخ أحمد عبدالعزيز الفلاح الذي رحل عنا في شهر مارس الماضي، بعد أن نذر نفسه للعمل الخيري والدعوي.

ويتناول هذا العدد أيضا سيرة رائدة من رائدات العمل الخيري الكويتي وهي منيرة عبدالله العلندا صاحبة أول حملة حج كويتية نسائية، والتي عُرف عنها أنها من أهل الصلاح والتدين وقد أوقفت العديد من الأوقاف.

عدد يتناول رحلة الحج في الكويت منذ القدم حتى الآن، ويتميز بموضوعاته المختارة، نرجو أن ينال إعجابكم.

إقرأ في هذا العدد      

>سمو أمير البلاد يستقبل رئيس «فنار » د. خالد الشطي

>الحج في الكويت عبر العصور ريادة تاريخية وأعمال إنسانية

>الشيخ أحمد الفلاح.. أحبّ فعل الخير منذ طفولته

>د. العوضي: البعثة الطبية الكويتية .. خدمات متميزة في الحج

>منيرة العلندا صاحبة أول حملة حج كويتية نسائية

>مسك الختام: بعثة الحج الكويتية ريادة وتميز

الافتتاحية

بقلم رئيس التحرير د. خالد يوسف الشطي

الحج.. نموذج للتكامل والتعاون بين قطاعات الدولة المختلفة

 الحج فريضة، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام؛ فرضها الله على عباده المسلمين إحياء لملة أبينا إبراهيم عليه السلام، وتحقيقًا لدعوته حين قال:

)ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحّرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون(. وقد عرفت الكويت الحج منذ قرون، وتحمّل أهلها مشقة الذهاب إلى بيت الله الحرام، منذ أن كان المسير إليه عبر الإبل في دروب الصحراء أو عن طريق البحر، وكانت تستغرق رحلة الحاج أكثر من ثلاثة شهور، ثم أتت من بعد ذلك السيارة فالطائرة.

وخلال تاريخ الكويت مع الحج تأسست مئات حملات الحج الكويتية، وكانت بدايتها عن طريق الإبل والسير في دروب الصحراء الموحشة وغير الآمنة أحيانا، أو عبر ركوب البحر، وتحمّل الكويتيون الأوائل مشقة تأدية تلك الفريضة ، ثم تطورت الحملات عقب استخدام السيارات التي حلّت محل الإبل والبحر معا؛ لتستمر إلى يومنا هذا بعد أن توفرت الرحلة بالطائرة التي غيرت مسار رحلة الحج كليا، ووصلت لأيام بعد أن كانت شهورا.

وفي غضون ذلك وجدنا الجهود الكويتية المتتابعة لرعاية الحجاج سواء المقدمة لأهل الكويت أو المارين بها؛ وذلك نظرا لكون الكويت أكبر موانئ الترانزيت، والتي تمتعت منذ القدم بعوامل الأمن والاستقرار؛ فكانت الجهود متتابعة ومتناسقة.

ولم تقف تلك الجهود عند عمل حملات الحج فحسب؛ بل كان لمؤسسات الدولة الرسمية دور هام في إنجاحها؛ ففي عام 1956 تأسست بعثة الحج الكويتية لتشرف على الخدمات الصحية للحجاج، ثم تأسست لجنة شؤون الحج بمرسوم أميري عام 1976 للإشراف على شؤون الحج، لتيسير الأمر على ضيوف بيت الله الحرام، ما من شانه التنسيق والمتابعة حتى يذهب الحاج إلى وجهته بكل يسر وسهولة.

كما كان لمؤسسات النفع العام الأهلية والخيرية جهود مشكورة قدمتها بحسب تخصصها، فوجدنا دورا متميزًا لجمعية الهلال الأحمر بتوفير أطباء وممرضين متطوعين لمصاحبة بعثات الحج ومتطوعين من جمعية الكشافة، وفي المقابل قامت الجمعيات الخيرية بتحمل نفقة الحجاج غير القادرين سواء في الكويت أو في الدول المحتاجة، كما وفرت الحج بالإنابة لمن لا يستطيع أن يحجّ بنفسه بسبب المرض أو الوفاة ، وفي نفس الوقت كانت هناك جهود فردية للتبرع بإرسال الحجاج على نفقتهم الخاصة، وبإرسال متطوعين يقدمون خدماتهم الطوعية للحجاج، بالإضافة لجهود العلماء

في التوعية والإرشاد ومرافقة الحجاج في تأدية شعيرة الحج. وإكمالا لذلك النجاح ظهرت شركات متخصصة في الحج والعمرة ومتميزة في خدماتها بعد أن كان دورها مقتصرا على الحملات وشركات النقل المختلفة.

وأخيرا وبعد هذه النظرة السريعة لجهود الكويت في الحج، نجد أنها عكست تجربة كويتية في التعاون والتكامل بين كافة المؤسسات الحكومية والأهلية وجهات النفع العام والأفراد، لتقدمها متميزة للعالم أجمع، حتى أصبحت مضرب الأمثال على مستوى العالم أجمع.

أهدى سموه أحدث إصدارات المركز

سمو أمير البلاد استقبل رئيس «فنار »

استقبل صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه بقصر بيان، رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » الدكتور خالد الشطي، خلال لقاء سموه مع ممثلي مجلس إدارة جمعية ملتقى الكويت والحائزين على جائزة «وشاح الكويت للبصمة الإنسانية .»

وقال رئيس مركز «فنار » الدكتور خالد الشطي: إننا تشرفنا بمقابلة سمو أمير البلاد لحصولنا على وشاح البصمة الإنسانية » وقدمنا هذه البصمة لسموه كونه راعيا للعمل الخيري وداعمًا له.

وأضاف الشطي: «أهدينا سموه إصدارات مركزنا، وكان على رأسها كتاب «العمل التطوعي الكويتي في أربعة قرون »؛ الذي يتناول قصة العمل التطوعي في الكويت منذ القدم، وكتاب «فلسطين في عيون الكويت » ؛ الذي يوثق ما قدمته دولة الكويت لفلسطين في 100 عام، بالإضافة إلى مجلة فنار » الصادرة عن جمعية ملتقى الكويت، ومركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني.

وأوضح الشطي أنهم أكدوا لسموه أن الكويت  كانت وستظل طوال عمرها بلد الخير والسلام، وستستمر في عملها الخيري بإذن الله، وستبقى دائما مركزًا للعمل الإنساني. وأشار إلى أن سموه هنأهم بتأسيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني فنار »، معربا عن شكره لصاحب السمو أمير البلاد قائد العمل الإنساني » على حفاوة الاستقبال ودعمه المستمر للعمل التطوعي والخيري في الكويت وخارجها؛ ليعبر عن الصورة الناصعة لأهلها الذين جبلوا على حب العمل الخيري، وتوارثوه عن الآباء والأجداد ليظل شجرة مثمرة وارفة الظلال، تزهو بالعطاء على مرّ الزمان.

أخبار

سموه التقى مسؤولي جمعية ملتقى الكويت

الأمير: أنتم أهل الخير وجسدتم ركائز

سمو الأمير مستقبلاً ممثلي جمعية ملتقى الكويت بحضور وزير الشؤون الاجتماعية سعد الخراز

استقبل صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباححفظه الله ورعاهبقصر بيان، وزير الشؤون الاجتماعية سعد الخراز، وممثلي مجلس إدارة جمعية ملتقى الكويت، والحائزين على جائزة «وشاح الكويت للبصمة الإنسانية .»

وقد أشاد سموه بهذا الإنجاز المتميز بحصولهم على هذه الجائزة التقديرية من قبل «جمعية ملتقى الكويت »، وبالعمل الإنساني الرائد للجمعيات الخيرية الكويتية والمبادرات الكريمة عبر مساهماتهم الرائدة في المجال الخيري والتطوعي؛ مجسدين بذلك الركائز الأصيلة والمبادئ السامية التي جبل عليها أهل الكويت منذ القدم وتوارثتها الأجيال، والمسارعة إلى فعل الخير وبذل العطاء.

موسى الجمعة:

الجمعية دشنت حملة

على مواقع التواصل

بعد اللقاء، لقيت

تفاعلاً واهتماماً كبيراً

  • ●●

جمال النامي: كلمات

سموه وسام فخر

على صدورنا وزادت

من مسؤولياتنا

والفائزين بجائزة «وشاح الكويت للبصمة الإنسانية »

الكويت الأصيلة فاستمروا على نشاطكم

وقال سموه: «أنتم وجوه خير وأهل الخير، وأي شيء تفعلونه خير… وأنا سعيد أن التقي فيكم شباب وبنات الخير، وعملكم هذا ربكم أولا لن ينساه، وأنا لن أنساه، وكلنا لن ننساه؛ فاستمروا على هذا النشاط، ونريد أن يزيد أكثر وأكثر بإذن الله »، وتمنى سموه لهم دوام التوفيق والسداد.

ثم قدم مسؤولو الجمعية لسموه شرحا حول مقترح مشروع مجمع صباح الأحمد التنموي بيت الكويت الإنساني( الذي يجمع كافة المؤسسات الإنسانية والخيرية والتطوعية، مؤكدين على أن الدعم الكبير والتشجيع المميز من لدن سمو الأمير قائد العمل الإنساني »، هما الدافع الرئيس للاستمرار في البذل والعطاء.

وقال رئيس «جمعية ملتقى الكويت » موسى الجمعة، إن سموه أوصانا ببذل المزيد من العطاء في مجال العمل الإنساني؛ الذي جعل للكويت اسما ومكانا مرموقا بين دول العالم، مؤكدا على أن الحوار الذي دار في اللقاء كان بين الأب لأبنائه لإعطائهم التوجيهات اللازمة للحفاظ على العمل الخيري والإنساني.

وأعرب عن شكره لسمو الأمير نيابة عن «جمعية ملتقى الكويت » لهذا اللقاء الأبوي الدافئ؛ الذي جمع سموه مع ممثلي الجمعية والفائزين بجائزتها «وشاح الكويت للبصمة الإنسانية »، ما يؤكد على أن سموه أكبر مشجع وداعم للعمل الخيري والتطوعي. وأضاف الجمعة إنه بعد لقاء سمو الأمير حفظه الله ورعاه، دشنت الجمعية حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتأكيد وتجسيد وصايا سموه إلى أبنائه وبناته أعضاء «جمعية ملتقى الكويت » المنظمة لجائزة «وشاح الكويت للبصمة الإنسانية ،» والفائزين بها.

ولفت إلى أن الحملة حظيت باهتمام واسع ومتابعة من العديد من مسئولي الجهات الخارجية المعتمدة لدى وزارة الخارجية الكويتية في العديد من الدول التي تعمل معها الجمعيات الخيرية الكويتية، والذين تابعوا الحملة بفرحة غامرة وامتنان للكويت على دورها الإنساني.

من جهته قال أمين سر جمعية ملتقى الكويت جمال النامي: إن كلمات سمو الأمير وسام فخر على صدورنا، وزادت مسؤوليتنا في جانب الأعمال الخيرية والإنسانية، لافتاً إلى أن سموه أوصى بتقديم المزيد من أعمال الخير حول العالم. وأشار النامي إلى أن وشاح الكويت للبصمة الإنسانية يأتي ضمن 40 مشروعاً استراتيجياً للجمعية، التي تعمل على تحسن وتطوير أداء العمل الخيري والإنساني، وأن يتسم بالشفافية والوضوح، مشيراً إلى أن الجمعية تطرح مفهوماً جديداً على مستوى الساحة الدولية في العمل الإنساني وهو حوكمة قطاع العمل الإنساني والخيري، وهو مفهوم يستخدم لأول مرة في هذا القطاع.

أخبار

مركز «فنار » يهنئ سمو الأمير على تكريمه من البنك الدولي لدوره في التنمية والسلام عالمياً

ممثلو البنك الدولي يكرمون سمو الأمير وناب عن سموه وزير المالية د. نايف الحجرف هنأ مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – بمناسبة تكريم سموه من قبل البنك الدولي لقاء دوره في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإحياء السلام على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك في مقر البنك الدولي في نيويورك يوم 12 إبريل الجاري.

وبهذه المناسبة قال رئيس مركز «فنار » الدكتور خالد الشطي: إن تكريم سموه ليس بغريب؛ فهو قائد العمل الإنساني الذي اختارته الأمم المتحدة وقلدته هذا اللقب في سبتمبر 2014 ؛ ليضاف إلى سجل سموه تكريمٌ جديدٌ في مسيرته الحافلة بالإنجازات في دعم القضايا الإنسانية والاجتماعية، والعمل على استقرار الشعوب والدول، ونشر السلام.

وأضاف: إن هذا التكريم يعدّ الأول من نوعه الذي يقدمه البنك لقائد دولة؛ ما يعكس المكانة التي يتفرد بها سموه في قطاع الإنسانية العالمية، والجهود الدولية في العمل الخيري ومكافحة الفقر.

وأضاف الشطي: لقد أصبح سمو الأمير عنوانا للإنسانية، وبصمته باتت واضحة وأعماله ومبادراته تتحدث بها كافة الأمم، ما يسهم بدوره في رفعة شأن دولتنا الحبيبة والتنادي باسمها في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية، بما يبعث في نفوسنا جميعا الفخر والاعتزاز.

ودعا الشطي لسموه بموفور الصحة والعافية، وأن يديم على كويتنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان والرخاء والسخاء في ظل قيادة سموه.

…. و شارك في معرض الكتاب الإسلامي ال 44

شارك مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني فنار » في معرض الكتاب الإسلامي في نسخته ال 44 ؛ الذي نظمته جمعية الإصلاح الاجتماعي تحت شعار: «ثقافة أسرة »؛ في الفترة من 23 إلى 30 مارس الماضي في أرض المعارض بمشرف.

وتعدّ مشاركة مركز «فنار » في معرض الكتاب الإسلامي هي الأولى من نوعها، وقام خلالها بعرض أهم وأحدث إصداراته من الكتب والمطبوعات ومجلة «فنار »، والتي لقيت تفاعلاً كبيرا من قبل الزوار.

وقام عدد من المسؤولين والشخصيات العامة والزوار بتفقد جناح «فنار »، وأشادوا بجودة الإنتاج من إصدارات المركز المختلفة من ناحية المادة العلمية، والتصميم والإخراج المتميز لكافة الإصدارات، والتي حملت بصمة المركز في توثيق العمل الإنساني.

الجدير بالذكر أن مركز «فنار » هو مركز بحثي يعنى بتوثيق العمل الإنساني والتطوعي والخيري في الكويت الذي جُبل على حبه الكويتيون، وتوارثه الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد، وكانت من نتائجه أن تنادى العالم باسم الكويت في المحافل الدولية بعد الإسهامات الكبيرة التي قدمتها في مجال العمل الإنساني.

  • أسرة «فنار » تستقبل الزوار في جناحها بالمعرض

ملف العدد

مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية اهتمت برعاية الحجاج كأحد التجارب المتميزة عالمياً في الكويت عبر العصور ريادة تاريخية وأعمال إنسانية تعدّ فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام التي فرضها الله على كل مسلم قادر، ولها مكانة سامية كشعيرة دينية، وتحتاج إلى الاستعداد لها مبكرا؛ لذا حرص الكويتيون على تجهيز أنفسهم لزيارة بيت الله الحرام. وقد عرفت الكويت الحج منذ القدم، وكانت تسيّر له القوافل عبر دروب الصحراء على الإبل وعبر البحر من خلال السفن، وفيما بعد عبر السيارات وأخيرا الطائرات، ما يعني أن موسم الحج في الكويت مرّ بمراحل متعددة. وقد أسست الكويت منذ القدم العديد من حملات الحج التي بادر بها أهل الكويت، والتي عملت على توفير رحلات مطمئنة في طرق كان يغيب الأمن عنها بسبب انتشار السرقات أحيانا في العصور السابقة بالإضافة إلى الأمراض والأوبئة، وكان مهمة هذه الحملات إيصال حجاج بيت الله الحرام بكل سلام وطمأنينة؛ إذ كانت الرحلة في الماضي تستغرق أكثر من 3 شهور.

 ولم يقتصر الحج في دولة الكويت على أهلها فقط؛ بل على أبناء دول الجوار، لأن الكويت كانت أحد أهم موانئ التجارة والعبور – الترانزيت- فيما مضى، فكانت تستقبل الحجاج القادمين من الهند وإيران والعراق وغيرها من الدول الأخرى، لأخذ قسط من الراحة والتزود بالمؤن، لإكمال رحلتهم إلى الحجاز، وكان ذلك يتكرر في رحلة العودة.

بدأ الحج في السابق عبر حملات الحج على الإبل؛ فكان أصحاب الحملات يجهزون الجمال ويختارون أجودها خاصة من الإناث التي تتحمل مشقة ووعورة الطرق، ووسم الجمال باسم كل حملة وتزويدها بالسروج، وتزويد الجِمال المخصصة للنساء بالهوادج وشراء الخيام القابلة للطي، وشراء مؤن تكفي مدة الرحلة.

الحج بدأ على الإبل والرحلة كانت تستغرق نحو 3 شهور وتوقف استخدامها عام 1954

الكويت كانت مركز عبورترانزيتلحجاج الهند ودول الجوار المتجهين إلى مكة

وحينما تتجهز الحملة للانطلاق يعمّ الفرح بين أبناء الحي، ولا سيما إذا عُرف أن أحد سكانه سيحج؛ فتكون الزيارات والتبريكات بين الجيران ويوضع علم الكويت على سطح الدار، ويتم توديع الحجاج، وعند عودتهم يقوم الحاج بعمل وليمة لأهله وجيرانه ويوزع عليهم الهدايا التي تم شراؤها من مكة والمدينة المنورة، وكانت الحملات الكويتية تسلك عدة طرق؛ بداية من الكويت ومرورا ببريدة وصولا إلى مكة والمدينة المنورة.

أما الحج عن طريق البحر؛ فكانت له أيضا حملات، وسبب اللجوء للبحر هو انعدام الأمن في الطريق البري في بعض الأحيان، وقد حج من الكويت عن طريق البحر عام 1261 ه- 1853 م, والد الشيخ محمد الصالح الإبراهيم عن طريق البحر مع الحاج شاهين الغانم ووالد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وكان عددهم بين 20 و 40 حاجا.

وقد سلكت حملات الحج البحرية الكويتية عدة طرق عبر البحر منها طريق السفن الشراعية قبل عام 1900 م من الكويت إلى بومباي، ومنها إلى جدة حتى تيسر الأمن للطرق البرية؛ أما الطريق الثاني فكانت تسلكه السفن التجارية أو الشراعية ويبدأ من البصرة مرورا بالكويت ثم الهند فجدة.

وفي عام 1901 عملت روسيا الخط التجاري الجديد أويسا – الاسكندرية – الخليج العربي عبر السفينة «كورنيلوف » ويبدأ من البصرة مرورا بالكويت ثم جدة، ومنها تغادر إلى البحر الأسود.

كما كان هناك عدد من أبناء الكويت يملكون سفنا شراعية مثل بغلة » ياسين القناعي التي نقلت الحجاج مباشرة من الكويت إلى جدة عبر الخليج العربي والبحر الأحمر.

أما الطريق من جدة إلى مكة فهو طريق بري وسط الجبال، وكان طريقا آمنا وبه قاع محصنة بطول الطريق وفيه بعض العسكر العثماني حفاظا على أرواح الحجاج من اللصوص وقطاع الطرق، ويقوم بتزويدهم بالماء والطعام. وفي عام 1932 بدأت الحملات الكويتية في الحج عن طريق السيارات وقد أوردت صحيفة صوت الحجاز تعليقا عن خبر وصول عبدالوهاب بن خلف باشا النقيب من الكويت إلى مكة لأداء فريضة الحج عن طريق البر بالسيارات، وهي المرة الأولى التي تمر فيها سيارات من الكويت إلى مكة المكرمة ويراها الناس.

واستمرت رحلات السيارات حسب قدرة الأغنياء في دفع تكاليف الحج بواسطة السيارة، وكان عبدالعزيز عبدالله النفيسي يملك سيارات خاصة ويقوم بنقل الحجاج من الكويت إلى الرياض ومكة ونجد؛ كما كان له شراكة على سيارات أخرى مع حمود الموسى السيف، وكانا يوقفان سياراتهما في سكة النفيسي بحي الوسط وكان والد عبدالعزيز النفيسي وكيلا عن الملك عبدالعزيز آل سعود في الكويت، وبعد وفاة والده أصبح

الحملات الكويتية بالسيارات بدأت عام 1932 وعبدالوهاب النقيب أول من حج بها

في عام1948 وصلت جدة أولرحلة حج كويتية بطائرة عسكرية سعودية حملت 24 حاجا

 وكيلا للملك خلفا لوالده، وكانت الأجرة من 80 إلى 90 روبية عام 1936 كما ذكرها الما عبدالقادر السرحان رحمه الله في حجه مع النفيسي عن طريق السيارات، وكانت الرحلة تستغرق نحو 6أيام.

وفي عام 1954 توقفت حملات الحج على الإبل نهائيا، واتخذت الحملات جميعها السيارات وسيلة لنقل الحجاج منذ ذلك التاريخ، وكانت حملات حج السيارات تتخذ من منطقة الشدادية مركزا للتجمع لتنطلق منه إلى مرات في المملكة، وكانت الطرق إما رملية تتسبب بغرز السيارات أو صخرية مليئة بالحجارة؛ ما يؤدي لتقطيع العجلات وإصابة السيارات بأضرار كبيرة، وكانت الرحلة تستغرق أسبوعا أما بعد تعبيد الطرق فالرحلة كلها ذهابا وإيابا لا تزيد مدتها عن 3 أو 4 أيام.

ثم انتقل أهل الكويت للحج عن طريق الطائرات بدءًا من عام 1948 ، عندما أقلعت أول طائرة إلى جدة ناقلة 24 راكبا لأداء فريضة الحج وكانت تلك الرحلة الأولى من نوعها، وكانت طائرة عسكرية سعودية ذات مقاعد خشبية.

ويذكر السيد أحمد بزيع الياسين أن الطائرة التي كانت تنقل الكويتيين إلى الحج من مطار النزهة كان اسمها )دكوتا DC3 ( إلى أن تأسست الخطوط الجوية الكويتية عام 1954 والتي شرعت في نفس العام بتنظيم رحلات الحج، واستمرت حملات الحج الكويتية تنظم رحلاتها للحج والعمرة سواء بالباصات أو بالطائرات حتى الآن.

أما عن دور مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية والقطاع الخاص وأبناء المجتمع الكويتي في رعاية شؤون الحجاج وخدمة فريضة الحج؛ فقد كان لها دورٌ فاعلٌ ورائدٌ على المستوى العربي والإسلامي، وأصبحت تجربة الكويت على المستوى الحكومي ومستوى الحملات والمؤسسات تجربة رائدة متميزة يتم الاطلاع عليها دائما من دول العالم العربي والإسلامي.

فقد كانت الرعاية لحجاج بيت الله الحرام منذ القدم حينما كانت الدولة قليلة في عدد السكان والموارد المالية، وكانت تحرص – كل الحرص- على حماية أبنائها الحجاج، وتوفير احتياجاتهم قدر استطاعتها، والتي تطورت فيما بعد مع وفرة الميزانية والموارد المالية للدولة ووجود

الدولة أسست بعثة الحج الكويتية عام 1956 وكان اسمها البعثة الطبية الكويتية

  • مقر بعثة الحج الكويتية في المملكة العربية السعودية

وزارات ومؤسسات حكومية من خلال إنشاء لجان الحج، والبعثة الطبية، ومنحت الحجاج إجازة للحج لتوفير أكبر قدر من الراحة والطمأنينة لهم.

ولم تقف الجهود عند عمل الحملات فقط، بل كان لمؤسسات الدولة الرسمية دورا هاما، ففي عام 1956 تأسست البعثة الطبية الكويتية لتشرف على الخدمات الصحية للحجاج، التي تغير اسمها إلى بعثة الحج الكويتية عام 1992 ، ثم تأسست لجنة شؤون الحج الكويتية عام 1976 للإشراف على شؤون الحج، لتيسير الأمر على ضيوف بيت الله الحرام بتعاون وتنسيق بين المؤسسات الحكومية المعنية، ولا زالت وزارة الأوقاف تشرف على شؤون الحج، واستمرت بعثة الحج في تقديم خدماتها للحجاج إلى يومنا هذا؛ بتعاون وزارات الدولة الأخرى ذات العلاقة.

كما قامت الدولة بإصدار قوانين لتنظيم الحج وهي قانون 58 لسنة 1976 ، وقرار 1 لسنة 1993 بشأن تنظيم حملات الحج الكويتية ثم قانون حملات الحج رقم 3 لسنة 2002 . أما المؤسسات الأهلية وجمعيات النفع العام؛ فقدمت الكثير من الجهود التطوعية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وعلى رأسها جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وجمعية الكشافة الكويتية، والجمعيات الخيرية كما قدم عدد من أبناء الكويت جهودا تطوعية فردية، وبذلوا ما في وسعهم لخدمة الحجاج.

وحرصت جمعيات النفع العام على تقديم خدماتها من خلال التطوع مباشرة لخدمة الحجاج أو تبرع بعض الجمعيات الخيرية بتكاليف إرسال الحجاج غير المقتدرين ماليا في الكويت أو في الدول الفقيرة على نفقتها، أو بإرسال حجاج نيابة عن غير القادرين صحيا أو المتوفين،

وبعضها أسس حملات حج وقفية لإرسال الحجاج إلى مكة، وحملات أخرى تصرف أرباحها على أعمال الخير والبر، وبعضها إصدار كتب ومطبوعات إعلامية للتثقيف بهذه الفريضة.

وقد تحمل المحسنون الكويتيون تكاليف إرسال فقراء المسلمين من الكويت ودول العالم الإسلامي إلى الحج، ومن أمثلة ذلك تحمّل الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الراحل رحمه الله لنفقات حجاج الدول الفقيرة.

أما علماء الكويت فقد أثروا الحركة الثقافية الدينية بكتب ومطبوعات تحث المسلمين على الحج، وتوعية الحجاج بالمناسك الخاصة به، وشرح المسائل الفقهية المتعلقة بالحج، والذهاب مع الحملات الكويتية لتوعية الحجيج بمناسك الحج والرد على استفساراتهم.

كما قام عدد من أبناء الكويت بالتطوع للعمل لوجه الله تعالى في الحملات الكويتية لتسجيل الحجاج ومساعدتهم، ومعاونة كبار السن والمرضى، ومنهم من أسس حملات حج وقفية لصرف ريعها على المشاريع الخيرية؛ وهي حملات الحوطي والجيران والياسين والدوسري، كما قام بعضهم بالتبرع بأوقاف ووصايا داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة، مثل منيرة العلندا ومنيرة العتيقي، وأخرين.

أما عن دور القطاع الخاص في الحج فكان لا يقل أهمية عن باقي القطاعات من حيث تأسيس حملات الحج الكويتية وشركات مساهمة لهذه الفريضة، وتوفير حجوزات الحجاج في الباصات والطائرات والفنادق، وغيرها من الأنشطة المرتبطة بالحج؛ فكانت الكويت أحد النماذج المتميزة في أداء فريضة الحج على أكمل وجه بفضل تضافر الجهود الرسمية الحكومية والقطاع الخاص والنفع العام والمتطوعين؛ حتى أصبحت الكويت أحد الدول الرائدة في تقديم خدماتها للحجاج، بإشراف من بعثة الحج الكويتية التابعة لوزارة الأوقاف وبالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والأهلية.

شخصيات لها بصمات تعلق حبه للعمل الخيري في طفولته بعد مساهمته في إطعام الحجاج من الهند والسند

أحمد عبدالعزيز الفلاح

أحب فعل الخير منذ طفولته تأثراً بحجاج السنادوة

تلقى أهل الكويت خبر وفاة الشيخ أحمد عبدالعزيز الفلاح بالحزن الشديد؛ حيث كان ولا يزال أحد أهم رموز العمل الخيري في الكويت، وأحد العلماء العاملين الصادعين بكلمة الحق والتوحيد على المنابر في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، والمعروف بأنه من الذين نذروا أنفسهم لعمل الخير داخل الكويت وخارجها، وبمساهماته الفاعلة من خلال تأسيس ورئاسة العديد من الجهات الخيرية والاجتماعية ومبادراته في العديد من الحملات الإنسانية والإغاثية.

مولده ونشأته

ولد الشيخ أحمد عبدالعزيز الفلاح – رحمه الله في عام 1949 م وتربى في كنف أسرة اعتادت على حب الخير، وتلقى تعليمه وحصل على الليسانس في اللغة الإنجليزية حيث عمل بعدها معلّما في وزارة التربية في بداية حياته؛ ثم انتقل بعد ذلك متطوعا في مجال الإمامة والخطابة والوعظ الديني والعمل الاجتماعي.

عائلته

تعدّ عائلة الفلاح من العائلات الكويتية المعروفة بحب العمل الخيري والكرم، وكان لهم ديوان عامر بالضيوف، كما انهم معروفون بالعطاء والإحسان، وكانت لهم حملة للحج تسهم في حج غير المقتدرين من خلال تحملها تكاليف الحج عنهم مجانا لوجه الله تعالى.

أخلاقه

كان  رحمه الله  بارّا بوالديه وجداته وأرحامه وحتى بالعاملين معه ومع كل من عرفه، وجمع في شخصيته بين الأدب وحسن الخُلق، وعُرف بحكمته وصبره واهتمامه بتطوير العمل الخيري وحصل على ثقة العديد من المحسنين والمسؤولين ورمزًا اجتماعيا على مختلف الأصعدة ولديه العديد من المبادرات؛ فقد عمل خطيبا وإماما متطوعا وبادر إلى تأسيس نقابة الأئمة والخطباء التي رأسها منذ تأسيسها، وحرص على التواصل مع كل أصحابه؛ حيث لم يثنه مرضه أبدا، وكان على الدوام طودا شامخا لخدمة وطنه ودينه وعقيدته.

بدايته مع العمل الخيري

كان الحجاج يأتون من الهند والسند من قديم الزمان، وينزلون في الكويت خلال رحلتهم إلى مكة، وكانوا يتخذون من بعض الأحياء والمناطق سكنا لهم، وعندما مرّ عليهم الشيخ أحمد الفلاح في طفولته، ذهب وحكى لجدته شريفة الفلاح عنهم؛ فأرسلت معه الطعام بصفة يومية، وكانت تسأله عن أحوالهم؛ فإذا به يبلغها بأنهم جوعى!

فقامت بزيادة كمية الطعام لهم، وكان يحمله لهم يوميا حتى عرف قيمة العمل الإنساني والخيري منذ نعومة أظفاره، فصار ملازما له، وأحد رواده.

تأسيس لجان الزكاة

شارك الفقيد في تأسيس أوائل لجان الزكاة المحلية في الكويت، وعمل متطوعا في لجنةالخالدية للزكاة والخيرات؛ كما تطوع للعمل في جمعية الخالدية التعاونية، ثم ترأس لجنة المناصرة الخيرية لفلسطين ولبنان في مطلع الثمانينيات بجمعية الإصباح الاجتماعي، وقد عمل أمينا مساعدا للرحمة العالمية، كما شارك في تأسيس جمعية ملتقى الكويت، ومبرة صناع الخير، والعديد من الجمعيات الخيرية والمبرات داخل الكويت وخارجها.

عُرف عنه الأدب وحسن الخلق والحكمة والصبر والاهتمام بتطوير العمل الخيري

إسهاماته

كان للشيخ أحمد الفلاح العديد من الإسهامات والكتابات والمقالات والمداخلات التلفزيونية والإذاعية في كل ما يخص العمل الخيري والإنساني؛ حيث كان معدّاً ومقدماً في إذاعة القرآن الكريم لمدة تتجاوز العقد من الزمن، وكان من المنابع الثقافية والاجتماعية ومنها تسخيره ديوان بيته العامر – المعروف بحسن الضيافة والكرم-

لخدمة العمل الخيري، وتنظيم المبادرات الخيرية؛ فقد كان ديوانه مفتوحا لضيوف الكويت والمؤسسات الخيرية.

ديوان الخير

بدأت جمعية ملتقى الكويت بفكرة صغيرة قبل أن تتحول إلى كيان تطوعي؛ فقد نبعت من مجموعة من الشباب الكويتي الذين تقدموا إلى الشيخ أحمد الفلاح، وطلبوا منه أن يكون رئيساً فخرياً لذلك الملتقى الذي أطلق عليه في مطلع الفكرة «ديوان الخير » وفتح ديوانه العامر بمنطقة الخالدية ليجمع العديد من رجالات العمل الخيري والإنساني الكويتي من المؤسسين والشباب عام 2012 ، وأكرم المجتمعون بضيافة مميزة واهتمام بالغ في المتابعة حتى إنه حرص على دعوة قيادات وشخصيات معروفة بالعمل الخيري بنفسه وتقديرا لمكانته الكبيرة لديهم لبوا دعوته، وقد حضر عدد كبير في ديوان الخير الأول من قيادات مؤسسات الدولة التي تعمل في هذا المجال كوزارة الأوقاف، وبيت الزكاة، والأمانة العامة للأوقاف، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وكثير من الشباب المهتمين بهذا المجال.

مرضه ووفاته

تعرض الفقيد الشيخ أحمد الفلاح – رحمه الله- في السنوات الأخيرة لمرض عضال؛ فصبر واحتسب، ورغم مرضه كان يحضر المنتديات الدعوية والدروس الشرعية، كما حرص على نصرة الإسلام والمساهمة والمبادرة في العمل الخيري، والدفاع عن قضايا المسلمين إلى أن وافته المنية في 7 مارس 2019 ، بعد رحلة دامت أكثر من 3 سنوات من المرض و مسيرة دينية وخيرية حافلة بالعطاء؛ ليترجل فارس من فوارس العمل الخيري؛ تاركا إرثا كبيرا من السمعة الطيبة في خدمة العمل الخيري.. رحمك الله يا أبا يوسف.

لقاء العدد

في آخر لقاء صحافي أجرته «فنار » معه قبل وفاته بأيام

د. عبدالرحمن العوضي: البعثة الطبية الكويتية..

خدمات متميزة في الحج منذ عام 1956

 أكد وزير الصحة الأسبق وزير التخطيط الأسبق والأمن التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور عبدالرحمن العوضي أن الكويت من أقدم الدول التي اهتمت بحجاجها فأسست بعثتها الطبية لرعاية الحجاج في عام 1956 وكانت تقدم لهم رعاية طبية متكاملة، موضحا أنها كانت محل إعجاب بعثات حج الدول الاسامية والسعوديين وأمرائها وعلى رأسهم الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله.

 وقال العوضي إن اول رحلة لي مع البعثة الطبية كانت في عام 1964 إلى أن ترأستها عام 1966 وكان عدد العاملين بها 50 فردا، منهم 11 طبيبا و 6 ممرضين و 4 إداريين وسائقين، ثم خصصت طبيب وممرض وسيارة اسعاف لكل حملة حج كويتية.

وأضاف أن خدماتها لم تقتصر فقط على حجاج الكويت بل شملت عاج الحجاج من كل الدول والذين كانوا ينتظرون قدومها لأنها تقدم أفضل الخدمات الطبية والدوائية وكنا نجري عمليات جراحية تطوعا، كما تطوع أطباء البعثة للعمل في المستشفيات السعودية مجانا لوجه الله تعالى.

حديث العوضي لم ينته عند ذكرياته عن موسم الحج في الكويت بل تطرق إلى دراسته وكيف تلقى تعليمه في الكويت ثم بيروت ثم المملكة المتحدة التي تخرج منها طبيبا ليعود إلى الكويت ويتولى منصب وزير الصحة ووزير التخطيط وكان له دور بارز في تأسيس مستشفيات الكويت الرئيسية التي تقدم خدماتها إلى اليوم.

مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي…

الكويت من أقدم الدول التي اهتمت بحجاجها ورحلتي الأولى مع البعثة عام 1964

   في البداية هل تعرفنا على تاريخ إنشاء البعثة الطبية الكويتية؟

بدأت البعثة الطبية عام 1956 بمجموعة من الأطباء لمرافقة الحجاج لتقديم الخدمات الصحية، وكانت تستأجر منزل محمد السعد في المدينة المنورة وهو مواطن كويتي لمدة اسبوعين، ثم طلبت منا السعودية تأجير بيوت منهم، حيث كان الحجاج الكويتيون يقيمون في حوطة الشايع ويقام فيها خيام الحملات الكويتية.

  • متى كانت اول رحلة لك مع البعثة؟

قمت بالحج عندما كنت طالبا في لبنان عام 1956 مع جمعية عباد الرحمن، وقد ذهبنا من بيروت إلى جدة بحرا، أما أولى رحلاتي للحج مع البعثة فكانت عام 1964 وكنت وقتها مديرا للخدمات الوقائية، ثم  في عام 1965 كنت رئيس الأطباء، ثم ترأست البعثة عام 1966 ، وكان امن البعثة على الرومي، وكان هناك امير للحج وكان هو محمد الوسمي والذي سمي لاحقا برئيس بعثة الحج والتي رأسها الدكتور خالد المذكور فيما بعد لفترة طويلة من الزمن.وكان عدد العاملين بالبعثة 50 فردا، وكانت تضم 11 طبيبا و 6 ممرضين و 4 إداريين وسائقين.

  • ما ذكرياتك عن هذه الفترة في موسم الحج بالسعودية؟

كان الملك فيصل رحمه الله، والكثير من الامراء السعوديون يزورونا ويشيدون بتنظيم بعثتنا وحملات الحج الكويتية، وفي عام 1966 حج معنا الشيخ جابر العلي، وزرنا الملك فيصل للسام عليه.

  • ما الدور الذي كانت تقدمه البعثة الطبية في موسم الحج؟

كنا نستقبل حجاج دول العالم الإسلامي وليس فقط حجاج الكويت لفحصهم وعلاجهم وتوزيع الأدوية عليهم، وكان حجاج الدول الأخرى ينتظرون قدوم البعثة الطبية الكويتية في مكة كونها تقدم أفضل الخدمات الطبية والأدوية، بل كان أطباء البعثة يجرون العمليات الجراحية تطوعا في المستشفيات السعودية مجانا لوجه الله تعالى، وكان للبعثة مقر عبارة عن بيتن مؤجرين في العزيزية بمكة، ثم بعد ذلك قام الشيخ صباح السالم بطلب قطعة ارض للبعثة الكويتية من الملك فيصل، أصبحت مقرا للبعثة وحملات الحج الكويتية وكان عدد الحجاج الكويتيين في ذاك الوقت لا يزيد عن 5 الاف حاج.

  • هل كان يصحبكم وزراء وممثلين عن وزارات الدولة؟

اذكر ان جاسم العون كان معنا في رحلتنا الى الحج وكان هناك تمثيل من وزارات الدولة مثل إمام تعينه وزارة الأوقاف ومحقق من الداخلية، وممثل عن وزارة الاعلام ويزورنا القنصل الكويتي المنصور الموجود بالسعودية، وكان هناك امير الحج المسئول عن الحج كأمور تنظيمية بينما كان دور البعثة طبيا، ولم يكن هناك اعمال كثيرة وكان تعامل الناس افضل من هذا الوقت.

  • كيف تم تطوير عمل البعثة الطبية بالتعاون مع بعثة الحج الكويتية؟

طلبت من وكيل وزارة الصحة وقتها يوسف العلي ترتيب البعثة الطبية وفي عام 1967 تم زيادة عدد أعضاء البعثة وتم تخصيص طبيب وممرض لكل حملة كويتية ومرشد ديني وسيارة اسعاف.

ساهمنا كوزارة الصحة في إعداد قانون الحج وأصبح وزير الأوقاف مسئولا عن تنفيذه لترتيب عمل البعثة في السعودية، ثم تم إضافة عدد من الأطباء أصحاب التخصص وزيادة عدد الممرضين

 في عام 1966 حج معنا الشيخ جابر العلي وزرنا الملك فيصل للسلام عليه     

 حجاج الدول الأخرى كانوا ينتظرون قدومنا.. كنا نقدم أفضل الخدمات والمضمدين للبعثة الطبية.

  • هل تذكر أهم الأحداث التي عاصرتها كرئيس للبعثة الطبية؟

اذكر في عام ١٩٧٥ وقع حريق كبير وتوفي عدد من الحجاج نتيجة لهذا الحريق، وعقب ذلك تم الغاء الخيام القماشية والاستعاضة عنها بالخيام الفيبر جاس ضد الحريق وتم منع استخدام الغاز في الخيام.

  • ما هي جهود جمعية الهلال الأحمر معكم؟

أيضا الى جانب عملي كرئيس للبعثة الطبية كنت نائب رئيس جمعية الهال الأحمر الكويتي ورئيسه وقتها عبدالعزيز الصقر، وكان هناك تعاون مع الهلال الأحمر السعودي برئاسة عبدالعزيز المدرس، وقمنا بترتيب أوضاع الحجاج في منى والطريق الى جبل عرفة لتلافي الحوادث وتقديم الإسعافات السريعة في حال الطوارئ، وقام عدد من الأطباء الكويتيين في البعثة بالتطوع للعمل في المستشفيات السعودية لإجراء عمليات جراحية للحجاج. وكان هناك جهود طيبة لجمعية الكشافة الكويتية فقد شارك منها 10 متطوعين زاد الى 20 متطوع لاحقا لمعاونة البعثة والحملات الكويتية.

  • وهل كانت الأمور اكثر تنظيما في الحج بعد كلهذه الجهود؟

كنا أول بعثة توفر خيام مكيفة من مصنع الصباح الكويتي ذات الثمانية أعمدة وكانت عيادات مجهزة وننام بها مساء، وعملنا قائمة للطعام في الحملات الكويتية بعد انجاز قانون الحج حتى قال الأمير سلطان بن عبدالعزيز «الكويتيون ما خلوا شي ما سووه »، فقد كانت الخدمات التي تقدمها متميزة ونالت اعجاب بعثات الحج من الدول الإسلامية.

كم المدة التي قضيتها مع البعثة؟

حجيت معها 5 مرات ثم أصبحت مسئولا عن تنظيم امورها حتى بعدما أصبحت وكيل لخدمات الوقائية بوزارة الصحة، وكان امن البعثة إبراهيم جاسم المضف، وكنا ننقل أغراض البعثة عبر السيارات، أما أعضائها فكانوا ينتقلون بالطائرات، ووفرنا سيارات وجيبات للتنقل في مكة والمدينة.

  • ما أبرز المواقف التي تتذكرها في الحج قديما؟

في وقت غسيل الكعبة كان امير مكة يدعو ممثلين الدول الإسلامية للمشاركة في ذلك، وفي احدى المرات حضر لنا الملك فيصل بنفسه لدعوتنا لغسيل الكعبة.

  • من ابرز حكام وشيوخ الكويت الذين عاصرت حجهم خال رئاستك البعثة الطبية الكويتية؟

اذكر منهم الشيخ جابر الأحمد والشيخ جابر العلي والشيخ سعد العبدالله رحمهم الله جميعا، وغيرهم.

  • لننتقل إلى دراستك، فأين تعلمت؟

تعلمت القرآن الكريم في كتاب الملا سيد احمد سيد هاشم ثم الشيخين يوسف وعبدالعزيز حمادة، ودخلت بعدها المدرسة الجعفرية والمدرسة الشرقية ثم المدرسة التجارية عام 1947 ، وبعد التخرج منها عملت مسئولا عن الشئون الإدارية في وزارة الصحة عام 1953 وعملت لفترة مع والدي بالتجارة.

  • وكيف درست الطب؟

رشحني الشيخ فهد السالم رحمه الله للدراسة في بيروت فدرست الصف الرابع الثانوي في بيروت وكان ترتيبي الخامس على المدرسة وبعدها دخلت كلية العلوم قبل دراسة الطب. وكان بداية الدراسة عام 1954 وفي نفس العام تخرج الدكتور احمد الخطيب من جامعة بيروت. لكن عقب احداث بيروت السياسية عام 1958 اضطررت لمغادرتها إلى اسكتلندا لاستكمال دراستي ووجدت هناك المرحوم عبدالمحسن العبدالرزاق يسبقني في الدراسة.

أجرينا الجراحات للحجاج مجانا وأطباء البعثة تطوعوا للعمل في مستشفيات السعودية

أنشأت مستشفيات مبارك والعدان والجهراء والفروانية في 6 سنوات حينما توليت «الصحة

رشحني الشيخ فهد السالم لدراسة الطب في بيروت وأكملت دراستي في بريطانيا

  • وكيف بدأت عملك العام؟

عدت الى الكويت بعد تخرجي وترشحت في انتخابات مجلس الأمة وفزت بالمركز الأول في دائرتي الانتخابية، ثم طلب مني الشيخ جابر الأحمد رحمه الله تولي حقيبة الصحة ولم يكن وقتها لدينا مستشفيات سوى المستشفى الاميري فقط، وهذا سيصعب من مسؤوليتي لكن قبلت المنصب، لكن الشيخ جابر اعطاني الضوء الأخضر لترتيب وزارة الصحة فعملت خطة شاملة منذ عام 1975 حتى عام 2020 .

  • كيف ساهمت في تطوير المنظومة الصحية با لكو يت ؟

بعدما توليت الصحة أنشأت خلال 6 سنوات فقط 4 مستشفيات كبرى رئيسية هي: مبارك الكبير والجهراء والفروانية والعدان، وهي العصب الرئيسي في تقديم الخدمات الصحية الى يومنا هذا وأيضا مستشفيات منطقة الصباح الطبية ومنها مستشفى الرازي وابن سينا وغيرهم، وقد احضرت أطباء وممرضين من الخارج، فاعترض ديوان المحاسبة لأن تعيناتهم كانت بدون درجات وانا كنت ابحث عن توفير خدمة صحية والحكومة والقيادة السياسية ساندتني، فمن يريد ان يعمل لوطنه وحريص على ذلك فسيعمل لأنه يخدم ديرته وأهله.

  • ما هي أعمالك التطوعية؟

ساهمت في انشاء جمعية الهلال الأحمر الكويتي عام 1966 مع عدد من أبناء الكويت، وساهمت في انشاء العديد من المؤسسات التطوعية منها الجمعية الطبية وعملت امينا عاما لها 15 عاما، وجمعية الخريجين وجمعية زراعة الأعضاء، وجمعية اللاسلكي، والجمعية الخيرية للتضامن الاجتماعي، ومجلس وزراء الصحة العرب، واتحاد الأطباء العرب، وترأست منظمة الصحة العالمية، والان انا الأمن التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية منذ عام 1981 وتضم دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وايران، فالميدان مفتوح لمن أراد أن يعمل.

  • كان لك دور في ربط الطب بالإسلام؟

ساهمت في انشاء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية التي أترأسها حتى الأن وتضم في عضويتها أطباء وعلماء في الفقه والشريعة، لتوفيق أوضاع الطب بما لا يخالف شريعتنا الإسلامية عقب استحداث تقنية الانجاب عن طريق طفل الانابيب، ثم زراعة الأعضاء، وعندما اقترحت تأسيسها وافق عليها الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وصدر بها مرسوم اميري عام 1984 ومقرها الكويت، فالميدان خالي والانسان يجب عليه التفكير في العمل ونفع مجتمعه ووطنه ودينه وترك بصمة خلفه.

تنويه

انتقل إلى رحمة الله الدكتور عبدالرحمن العوضي، في صباح يوم السبت الموافق ٦/ ٧/ ٢٠١٩ ، وقبل

الانتهاء من طباعة العدد.

نسأل للفقيد الرحمة والغفران ولذويه الصبر والسلوان

السيرة الذاتية للدكتور عبدالرحمن العوضي

تاريخ الميلاد: 18 ديسمبر 1936

المؤهلات العلمية:

< <بكالوريوس العلوم الجامعة الأمريكية – بيروت عام 1958

< <دكتوراه الطب من جامعة أبردين )المملكة المتحدة( عام 1963

< <ماجستير الصحة العامة جامعة هارفرد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1965

الوظائف والخبرات:

< <طبيب مقيم بوزارة الصحة 1963 – 1965

< <مقرر لجنة التخطيط بوزارة الصحة عام 1965

< <طبيب مسجل بوزارة الصحة 1966 – 1969

< <المدير المساعد لإدارة الخدمات الوقائية 1969

< <الوكيل المساعد للخدمات الوقائية 1970 – 1975

< <عضو مجلس الآمة 1975 – 1980

< <وزير الصحة العامة 1975 – 1983

< <وزير الصحة العامة، ووزير التخطيط 1983 – 1986

< <وزير التخطيط 1988 – 1990

< <وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء 1990 – 1991

< <رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العرب 1976 – 1987

< <رئيس مجلس حماية البيئة 1980 – 1987

< <الأمن التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة

البحرية منذ عام 19981 حتى الآن.

36 إجمالي المستفيدين من مشروعنا الحج والعمرة لذوي الهمم مشروع نوعي ل «لمنابر القرآنية بادرة نوعية

في بادرة هي الأولى من نوعها لمشروع مواهب القلوب لدعم ذوي الهمم نظمت جمعية المنابر القرآنية الرحلة الأولى لأداء مناسك الحج لفئة الصم من البنن والبنات ، والرحلة الأولى لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان وذلك للعام 1439 ه – 2018 م .

رعاية كريمة                                                                                                                           

وقد نظمت الرحلتان برعاية كريمة من بيت الزكاة الكويتي؛ تكريما وتشجيعا لإخواننا وأخواتنا الصم المنتسبين لمركز قالون للرجال ومركز أزاهير القرآن للنساء التابعين «للمنابر القرآنية »

والذين حصلوا على المراتب الأولى في حفظ القران الكريم بالتفسير والتشكيل الاملائي والاشاري؛ حيث لم يسبق لهم أن أدوا هاتن الشعيرتين، وقد قامت جمعية المنابر القرآنية بتوفير المترجمين تيسيرا عليهم وتسهيلا للتواصل معهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم.

أنشطة متنوعة

وتميزت الرحلتان بإعداد برامج فقهية وخواطر ايمانية متنوعة تم التعريف من خلالها بمناسك الحج والعمرة وما يتعلق بهما من أحكام بالإضافة إلى التطرق لمبطلات الحج والعمرة وأركانهما الاساسية، كما تضمنت الرحلتان العديد من الأنشطة والمسابقات الثقافية، وعمل ندوة عن الاسعافات الاولية لمواجهة أي حدث طارئ ، وقد كان تفاعل الصم في جميع الأنشطة المختلفة المطروحة إيجابيا ومميزا مما ترك بالغ الأثر في نفوس الحجاج جميعا.

»

أهداف المشروع

وقد حرصت «المنابر القرآنية » على اندماج إخواننا الصم مع جميع الحجاج والمعتمرين في الحملتين في التحاور والاندماج الاجتماعي والنفسي؛ مما غرس في نفوسهم روح الاطمئنان والأمان دون إحساسهم بالغربة والوحدة، وتبين هذا بقوة العلاقات فيما بينهم والجو الأُسَري المتين السائد بينهم وكسر الحواجز الخجل والخوف أمام الحجاج والمعتمرين من فئة الصم، كما حرصت الجمعية على نشر لغة الاشارة بتقديم دورة مبسطة عنها؛ لسهولة تواصل الحجاج مع الصم كخطة مدروسة ومعدة مسبقا؛ وذلك لتحقيق أهداف مشروع مواهب القلوب بمساعدة المترجمين الرسميين المتواجدين مع إخواننا الصم، ومن هنا بدأت انطلاقة لغة الاشارة لحجاج الحملة جميعها؛ ما أدخل البهجة والسرور في قلوب حجاجنا الصم؛ حيث أعربوا عن بالغ سعادتهم بتواصل كافة حجاج الحملة والمعتمرين معهم بلغة الإشارة، وقد ساهم الجميع بتهنئتهم بالعيد بلغة الإشارة أيضا.

التكلفة المالية

وقد بلغ عدد المشاركين في رحلة العمرة 27 شخصا ) 17 رجال و 10 نساء( أما رحلة الحج فبلغ عدد المشاركين فيها 9 أشخاص ) 3 رجال و 2 نساء و 2 محرم و 2 مترجمن( ،

آثار جلية

وقد تركت الرحلتان أثرا عظيما لا ينسى في نفوس لاحجاجنا ومعتمرينا من الصم حيث ادخلت البهجة والسرور في قلوبهم، وسلطت الضوء على منسك عظيم من مناسك دينهم الحنيف.

وجاء ذلك تجسيدا لدور المنابر القرآنية » في رعاية ذوي الهمم في دولة الكويت وتقديم برامج الخدمة المجتمعية بما يحقق أهداف التنمية المستدامة.

وهذه دعوة للتبرع دعوة للمحسنين بالمسارعة إلى دعم رحلة الحج والعمرة لذوي الإعاقة لهذا العام من باب إكرام أهل القرآن؛ حيث يبلغ عدد الصم في دولة الكويت 5000 أصم تقريبا .

المرأة والعمل الخيري أوقفت بيتا في الحرم المكي على الحجاج وطلبة العلم يتسع ل 80 فردا منيرة العَلَنْدا صاحبة أول

حملة حج كويتية نسائية كانت سيدة ثرية من أهل الصلاح والتدين تملك مالا وحالا في الكويت والسعودية ولها حوطة إبل. ذهبت للحج فسألها أهل «عرجاء » حفر بئر فأمرت به في الحال وشربوا منه بعد عودتها من مكة.

هي منيرة عبدالله بن علي العلندا زوجة سليمان الدبيان الحمزة؛ ولدت عام 1897 وسكنت في حي المرقاب، الذي يقع حاليا غرب مجمع الوزارات، وكانت سيدة ثرية صاحبة مال وحال وتملك عدة بيوت في الكويت والسعودية، وكان لديها حوطة في المرقاب تضع فيها ما لديها من إبل.

وتعدّ السيدة منيرة العلندا – رحمها الله – من أهل الصلاح والتدين وقد أوقفت بيتا بالقرب من الحرم المكي على طلبة العلم والحجاج، وكان يتسع ل 80 طالب علم، ولكن تمت إزالة هذا البيت ودخل ضمن التوسعة السعودية للحرم المكي.

كما أوقفت أوقافا كثيرة في الكويت والقصيم والمدينة المنورة على المحتاجين من اهل نجد، وبنت المساجد والمبرات الخيرية.

وتعدّ منيرة العلندا من أولى النساء في الكويت التي أسست حملة للحج، خاصة وأن هذه المهنة كانت للرجال في وقت كان فيه الحج في الكويت يتم عن طريق الإبل والسفن ولاحقا السيارات ثم الطائرات.

وقد طرأت لها فكرة الحملة، عندما ذهبت إلى الحج على الجِمال مع حملة سليمان الصعب، فأعجبتها فكرة تكوين حملة للتيسير على عباد الله وخاصة النساء، وقد ساندها في حملتها زوجها سليمان دبيان الذي ساعدها في الإشراف على الحملة، كما شاركتها أختها مزنة العلندا في إدارتها عدة مرات، وقد استمرت حملة السيدة منيرة العلندا حتى نهاية الأربعينيات ثم استبدلت الإبل بالسيارات.

وورد في كتاب «العقيات.. مآثر الآباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد » الجزء الرابع لمؤلفه عبداللطيف بن صالح بن محمد الوهيبي قصة عن مآثر السيدة الفاضلة، وموقفها النبيل مع الشيخ صالح بن سليمان القفاري؛ قال فيها « جئنا من الكويت بالسيارات قبل تعبيد الخط، فمررنا عرجاء، وسأل أهل المنطقة حفر بئر في عرجاء، فأمرت السيدة منيرة العلندا في الحال بحفرها، وقالت: لا أرجع من الحج إلا وأنتم قد انتهيتم من حفرها، ولما رجعنا وجدناها قد انتهت وشربنا منها، وما زالت إلى يومنا هذا موردا عذبا للناس ولسقي مواشيهم في تلك

الصحراء القاحلة .» كما قامت بحفر بئر ارتوازي في عيون الجوا عام ١٣٧٩ه السبيل( وأقامت شبكة ماء لكل البلد؛ فخرج ماء عذب بارد بلا مضخات، وكان بئر السبيل الذي حفرته – رحمها الله- في البداية دفعه قوي بلا مضخة يصب في 4 أنابيب دفعة واحدة تغذي الشبكة، واستمر يغذي الشبكة حوالي 6 أعوام؛ ثم ضعف فأقيم مشروع مياه حكومي بخزان تغذية مضخة من البئر إلى وقت قريب، وماء البئر متميز بعذوبته ونقائه. وانتقلت السيدة منيرة العلندا إلى رحمة الله تعالى عام 1967 عن عمر يناهز 70 عاماً، وهي في طريقها للحج مع

حملة الهبدان؛ وقد أوصت قبل وفاتها بثلث مالها لأخ إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عجان بموجب الصك الصادر من محكمة بريدة في السعودية، وبعد رحيلها بسبع سنوات توفي زوجها سليمان الدبيّان عام 1974 ودفن في مدينة بريدة.

الشعر.. توثيق متناغم

لِنَيْل العُلا والمجد سيرُ الرواحل

قصيدة الشيخ عبدالله خلف الدّحيّان لوصف رحلة حجه

قام علامة الكويت الشيخ عبدالله خلف الدحيّانرحمه الله بالحج عام 1324 ه/ 1906 م، وكتب عن رحلته قصيدة طويلة تتكون من نحو 156 بيتا؛ واصفا الطريق والمشاهدات والأصحاب الذين رافقوه فيها والبلدان التي مرّ بها، ورجال العلم الذين سعِد بلقائهم، وكانت رحلة الذهاب للحج عن طريق الإبل، أما العودة فكانت عن طريق مختلف إذ ركب البحر إلى الهند وجاء إلى الكويت عن طريق مسقط، يقول في مطلعها:

لنيل العُلا والمجد سيرُ الرواحل يُحَثحثها بالجدّ كل حَلاحِل ويسعى يطوف البيد لا مُتوانيا ويرمي حصى التسويف رمي التكاسل

ثم يشكر كل من يسر له هذه الرحلة المباركة، وذكر منهم المحسن مرزوق داوود البدر، وناصر يوسف البدر، وحمد الصقر، وعبدالله رشيد البدر، فيقول:

جزى اللهُ مرزوق الرضى عن فِعاله

وأولاه إحسانا وحُسنَ الشمائل

وَفيّ وفى بالوعد إذ كان أصله

من البدر داود حميد الخصائل

رآني أُعاني حمل شوقٍ إلى الحِمى

فأردفني بالحِمل فوق الرواحل

وناصرُ كان الله دوماً لناصرٍ

شقيقُ أبيه الندب من خير باذل

لقد جاد بالمعروف وهو ابن يوسفٍ

كما جاد عبدالله في كل طائل

حليفُ التقى إبنُ الرشيد انتماؤه

إلي البدر لا زالوا بدور المحافل

كذا حَمَدُ الخيرات طابت فِعاله

من الصقر محمودٌ لحسن الفعائل

ويصف المشاهدات في رحلته، فيقول:

ولليعمات اليوم يلتذّ راكب

لقطع الفيافي غير وانٍ وهازل

إذا زمزمَ الحادي كلّ موحّد

تخب به نحو العلا والفواضل

توُمّ به للنفع خير مشاهد

مقامات فضل أمّها كلُ فاضل

ثم يصف الحرم المكي:

ولما نظرنا البيت فزنا بنضرة

وشرح صدور قد نقى للبلابل

وباحت لنا ذات الستور بوصلها

وعمّ الهنا والأنس كل الأفاضل

وطفنا بها إذ ذاك أعظم طوفة

وأوفى نصيب من حظوظ جلائل

وأخيرا يصف جزءًا من رحلة العودة عن طريق

البحر فيقول:

وفي خامس والعشر نصف محرم

لنا قدّر الرحمنُ أوبة قافل

فمن منبئ يا صاح سرنا بمركب

لدى رفقة كانوا طراز المحافل

وهاج هبوب الريح ما بين مسقط

وبن أبي شُهرٍ لأمواج هائف

توثيق الحج قديما.. نوع من أدب الرحلات

لم يكن يدور بخلد الحجاج الكويتيين القدماء، أن ما ستسطره أقلامهم، هو خطوة من خطوات التوثيق الذي على أثره تأسست العديد من المراكز التوثيقية، ومن ضمنها مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار .»

ولو علم هؤلاء – رحمهم الله- بذلك لكان لدينا عشرات الكتب التي توثق الرحلة العظيمة من الكويت إلى بيت الله الحرام، ليصفوا ما بها من أحداث عاصروها وأماكن مروا بها، ليبقى كل ذلك شاهدا على حضارة العرب والمسلمين، لكن ما توفر يفي بالغرض في بعض الحقب والسنوات.

ولعل توثيق تجربة الحج في قديم الزمن هو أحد أنواع الأدب باعتباره من أدب الرحلات، والذي اشتهر به بعض الرحالة العرب، وكانت وثائقه خير دليل على تواريخ وأحداث وقعت في منطقتنا، ولم نكن لنعلم عن تلك الأحداث شيئا لو لم يكتبوه ويدونوه، ولاختفت من ذاكرة التاريخ.

الجميل في توثيق تجربة الحج في الكويت أنها أتت على سجيتها وبرغم بساطتها فإنها حملت معلومات غاية في الدقة، فعندما نعود إلى قصيدة علامة الكويت الشيخ عبدالله خلف الدحيّان خلال رحلته إلى الحج عام 1324 ه/ 1906 م، نجد أنه وصف الرحلة من أولها إلى آخرها وصفا دقيقا وسجل كل محطاتها عبر أبياتٍ متناغمة وبها سجع موسيقي، وهو ليس بالأمر الهن اللن كما في صياغته على شكل نصوص أدبية وكلمات اعتيادية، كان لها دورها في التعرف على ما دار في تلك الحقبة من أحداث وشواهد، وأسهم في التعرف على الحج في الماضي. كما رأينا توثيقا بالكلمات في المذكرة البسيطة التي دونها المرحوم مساعد يعقوب البدر في رحلته للحج عام 1932 م والتي أتت بعنوان «الرحلة الميمونة إلى بيت الله الحرام » حملت تفاصيل غاية في الدقة بالساعة والدقيقة من أول يوم لمغادرة الكويت على ظهور الركائب في 18 فبراير 1932 وحتى العودة من الحج في 23 يونيو من نفس العام.

أما كتاب شهر في الحجاز للشيخ عبدالله النوري رحمه الله الذي ألفه عام 1956 عن رحلته بالسيارة إلى الحج في عام 1953 ؛ فإنه يصف كل شيء وليس فقط الطريق أو التضاريس بل حتى الأشخاص والمناطق الذين قابلهم في رحلته، وعادات أهل كل منطقة نزل بها، وطعام كل بلدة، وما اشتهرت به، والمواقف التي حدثت معه، ثم يصف مناسك الحج من خلال سرد القصة ليجمع بن أدب الرحلات وشرح مناسك الحج، وفي رأيي المتواضع إنه أحد أفضل الكتب التي وثقت رحلة الحج في الكويت من بدايتها إلى نهايتها.

إن المطالع لتجربة توثيق الحج في الكويت – برغم صغرها وضآلتها- يجد أنها أضافت إلى المكتبة الكويتية والعربية، ما يؤكد أهمية التوثيق في حياتنا لأن ما قد نراه اليوم اعتياديا، سيراه من يخلفنا غدا كنزاً تراثيا ورثوه عنا، وهي دعوة لتوثيق حياتنا لنقلها للأجيال المقبلة حتى يستفيدوا منها في حاضرهم ومستقبلهم.

مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني

« فنار »في سطور

من نحن؟

يعمل مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني فنار »، كمركز دراسات وبحوث متخصص في توثيق العمل الإنساني في دولة الكويت، وقد تأسس في 30 نوفمبر 2016 ، ويندرج تحت المظلة القانونية لشركة فنار الخير للتجارة العامة . وهي شركة تجارية غير هادفة للربح.

 الرؤية:

الريادة والتميز في توثيق العمل الإنساني الكويتي، وإبراز دوره محلياً وعالمياً.

الرسالة:

توثيق العمل الإنساني الكويتي وإبراز دوره محلياً وعالمياً وفق أسس ومعايير علمية ومنهجية، تقديراً للجهود الإنسانية المبذولة، وتحفيزاً للأجيال القادمة للاستمرار في هذا المجال.

الأهداف الاستراتيجية:

-1 توثيق العمل الإنساني الكويتي وإبراز دوره محلياً وعالمياً.

-2 تشجيع ودعم الباحثين في تاريخ الكويت للعمل الإنساني.

القيم:

-1 المنهجية. 2- التكامل. 3- التقدير. ٤- التحفيز. ٥- الإيجابية.

 استراحة العدد

عادات وتقاليد أهل الكويت في الحج قديماً

رفع العلم :

يتم رفع علم أحمر – أو أبيض أو أخضر- على سطح بيت أحد من الكويتيين المسافرين إلى الحج.

 الحِيَّة

وهو تقليد شعبي ظريف تقوم به بنات الفريج عبارة عن سلة صغيرة وتسمى الحيَّة، وهي زبيل من الخُوص تتم زراعة بعض النباتات فيه كالحلبة والشعير قبل سفر الحجاج، وعند اقتراب وصولهم يكون الزرع قد كبر وترعرع، فيذهن به إلى البحر ويرددن «يا حِيَّتي يا بيتي.. حيَّى لأبوي.. حيَّى لأمي ،» ثم ترمى السلال في البحر وهن مسرورات.

البشير

ما إن يقترب موعد عودة الحجيج؛ حتى يكون الأهالي متشوقين لسماع صوت البشير، ذلك الشخص الذي يحجّ مع الحملة، لكنه يجهز نفسه لكي يستبقها بأيام مجهدا نفسه وجمله؛ متحملا المشقة والضنك، وحينما يعود إلى الكويت يطوف على البيوت والفرجان؛ فيبشرهم بوصول حجاجهم فيبادر الأهالي بكسوته ويقدمون له الهدايا والنقود.

العزيمة

وهي عادة يقوم بها الحاج عقب عودته من الحج بأن يقيم عزيمة للأهل والجيران والمقربين غداءَ أو عشاء.

صوايغ الحج

يقوم كل حاج بتوزيع هداياه التي جاء بها من أرض الحرمين، وكانت تسمى «صوايغ »، أي الهدايا المشتراة من مكة المكرمة والمدينة المنورة، فيوزعها على الأهالي ومنها المسابيح والخواتم والمساويك وسجادات الصلاة والمصاحف والغتر والعُقل والطواقي والأحذية النجدية، أما النساء فيقمن بتوزيع ما يناسب النساء والبنات من المضاعد والفساتين والأساور والخواتم وغيرها، وفي صباح اليوم التالي تتجمع البنات حول بيت الحاجّ، وهن ينشدن:

«أطريف أطريف.. يا أهل البيت.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة.. واحج بج يا يمه.. ووديج قبر محمد.. صلوا عليه وسلم.. في قبته المرضية فيها أحسن عطية .»

وحينما تناديهن الأم صاحبة البيت وتوزع عليهن الهدايا ينشدن: «امي تناديني ما ادري شتبي فيني..

تبي تحنيني في ظفيرة الصيني.. صيني على صيني.. يا رب يهديني.. وازور بيت الله واشوف حبيب الله .

إصدارات فنار

سقيا الماء.. وجهود أبناء الكويت التطوعية قديماً وحديثاً

المؤلف: د. خالد يوسف الشطي

بمناسبة احتفال الأمم المتحدة بيوم المياه العالمي في 22 مارس من كل عام أصدر مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » كتابه الجديد «سقيا الماء وجهود أبناء الكويت التطوعية قديماً وحديثاً .» يتناول كتاب «سقيا الماء وجهود أبناء الكويت التطوعية قديماً وحديثاً » جهود أهل الكويت في توفير الماء داخل الكويت وخارجها؛ حيث كان يعدّ توفير الماء من الأمور الصعبة في الماضي، فقد عانت الدولة قديماً من ندرة المياه العذبة ولكن الله سخر عددا من أبنائها ليقوموا بهذا العمل الجليل من خلال تطوعهم بجهودهم في سقاية الماء، والذي يعد من أعظم مجالات الأعمال الإنسانية والإغاثية، وذلك مصداقا لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة سقي الماء .»

ويسلط الكتاب الضوء على أهم هذه الجهود التطوعية التي قدمها أبناء الكويت في توفير الماء العذب رغم قلة الإمكانات المادية من خلال العديد من الوسائل كحفر الآبار، وحفر برك تجميع مياه الأمطار، وعمل السدود، وتسبيل المياه في الطرقات والأماكن العامة والمساجد، وجلب المياه من شط العرب عبر السفن الخشبية وتوزيعه مجانا.

ويؤكد الكتاب الذي يقع في 128 صفحة من القطع المتوسط أنه بعد ظهور النفط والوفرة المالية ووصول المياه العذبة إلى البيوت، من خلال تحلية مياه البحر، نشط أبناء الكويت في سقاية الماء في الدول والشعوب المحتاجة؛ فحفروا الآبار وأقاموا السدود، ويأتي كتاب «سقيا الماء وجهود أبناء الكويت التطوعية قديماً وحديثاً » لتوثيق بعضها والتأكيد على دور دولة الكويت في دعم وتنمية المجتمعات والشعوب بوصفها مركزا عالميا للعمل الإنساني.

الأعمال الخيرية الكويتية في موسم الحج

تأليف: عدنان سالم الرومي – صالح خالد المسباح – د. خالد يوسف الشطي

بمناسبة موسم الحج أصدر مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار » كتابه الجديد «الأعمال الخيرية الكويتية في موسم الحج قديماً وحديثاً .» ويتناول الكتاب جهود أبناء الكويت الخيرية التطوعية في موسم الحج التي قدمتها المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وجمعيات النفع العام الأهلية والخيرية والمتطوعون الأفراد منذ القدم وحتى اليوم، لإفادة المجتمع منطلقين من شعورهم بمسؤوليتهم الاجتماعية، ورغبة منهم في مرضاة الله.

فقد كان الحج في الكويت قديما بالغ في المشقة منذ أن كان المسير إليه عبر الإبل في دروب الصحراء أو عن طريق البحر، وكانت تستغرق رحلة الحاج أكثر من ثلاثة شهور، ثم أتت من بعد ذلك السيارة فالطائرة.

وخلال تاريخ الكويت مع فريضة الحج تأسست مئات حملات الحج الكويتية التي استخدمت كل وسائل النقل المتطورة عبر العصور، وقدمت الكويت جهودا طيبة لرعاية الحجاج سواء من أهلها الكويت أو المارين بها، باعتبار أنها كان أكبر موانئ الترانزيت وتمتعها منذ القدم بعوامل الأمن والاستقرار.

ويستعرض الكتاب جهود مؤسسات الدولة الرسمية حينما تأسست البعثة الطبية الكويتية عام 1956 لتشرف على الخدمات الصحية للحجاج، ثم تأسست لجنة شؤون الحج الكويتية عام 1976 للإشراف على شؤون الحج، وتيسير الأمر على ضيوف بيت الله الحرام بتعاون وتنسيق بن المؤسسات الحكومية.

كما يتناول الكتاب دور مؤسسات النفع العام الأهلية والخيرية في خدمة الحج والحجاج بحسب تخصصها سواء بالتطوع أو لتحمل نفقات الحج عن غير القادرين ماليا داخل وخارج الكويت أو الحج بالإنابة… الخ، بالإضافة إلى جهود العلماء في التوعية والإرشاد ومرافقة الحجاج في تأدية حجهم.

ويؤكد الكتاب على ان هناك بصمات إنسانية رائعة من أهل الكويت على مختلف الأصعدة سواء الأفراد أو المؤسسات الأهلية أو الحكومية أكدت نجاح تجربة الكويت في الحج سواء إداريا أو إنسانيا والتي ما كانت لتتم إلا بتضافر الجهود يستبقها التوفيق من الله تعالى، حتى أصبحت تجربة الكويت في الحج مضربا للأمثال محليا وإقليميا ودوليا.

قرأت لك

حملات الحج الكويتية عبر التاريخ

إعداد: عدنان سالم الرومي

صالح خالد المسباحد. خالد يوسف الشطي

 عدنان سالم الرومي            صالح خالد المسباح                                 د. خالد يوسف الشطي

يتناول هذا الكتاب الحج في الكويت منذ القدم، ودور حملات الحج الكويتية في نقل الحجاج إلى بيت الله الحرام وذلك بدءًا من الحج على الإبل وعن طريق البحر، ثم فيما بعد عبر السيارات والطائرات ليكون الكتاب شاملا لتاريخ الحج في دولة الكويت.

ويوثق الكتاب جهود مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية، وأبناء الكويت وحملات الحج الكويتية والشركات التجارية في رعاية شؤون الحج؛ ليكون كتابا تاريخيا وثائقيا يقدر جهود كل من قدم خدماته لرعاية حجاج بيت الله الحرام.

ويقع الكتاب في 535 صفحة من القطع المتوسط، ويؤكد على أن الكويت كانت منزلا من منازل الحجاج القادمين عبر الخليج العربي القادمين من الهند وإيران حيث اشتهرت بالأمن والأمان، وصاح مينائها الواقع في الجون الهادئ للملاحة. ويؤكد الكتاب أن حملات الحج على الإبل في الكويت كانت من القدم لكن إثباتها تاريخيا كان من الصعوبة بمكان؛ لكن المصادر التاريخية تشير إلى أن الحاج فهد راشد الدويلة كان له حملة على الإبل منذ عام 1800 م، كما يؤكد أن أقدم تاريخ لحجاج الكويت تم التوصل إليه عن طريق البحر كان في 1270 ه/ 1853 م، حيث تم في تلك السنة حج والد الشيخ محمد الصالح الإبراهيم وهو صغير عن طريق البحر، وكان معه الحاج شاهين الغانم ووالد الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، ثم تتابعت حملات الحج بعد ذلك على حسب فترات الأمان في بعض السنوات.

تستعين بتجربة دولة الكويت الرائدة «دارة الملك عبدالعزيز» تسعى لتوثيق الحج في العالم

أنشئت دارة الملك عبد العزيز بموجب المرسوم الملكي الصادر في 5 شعبان عام 1392 ه/ 1972 م لخدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والدول العربية والدول الإسلامية بصفة عامة.

وتهدف الدارة إلى تحقيق الكتب التي تخدم تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، وطبعها وترجمتها، وتاريخ وآثار الجزيرة العربية والدول العربية والإسلامية بشكل عام، وإعداد بحوث ودراسات ومحاضرات وندوات عن سيرة الملك عبدالعزيز بخاصة، وعن المملكة وحكامها وأعلامها قديماً وحديثاً بعامة، مع المحافظة على مصادر تاريخ المملكة وجمعه، وإنشاء قاعة تذكارية تضمن كل ما يصور حياة الملك عبدالعزيز الوثائقية وغيرها، وآثار الدولة السعودية منذ نشأتها.

وتمنح الدارة كذلك منحاً سنوية باسم جائزة الملك عبدالعزيز، وتصدر مجلة ثقافية تخدم أغراض الدارة، كما تم إنشاء مكتبة تضم كل ما يخدم أغراض الدارة، مع خدمة الباحثين والباحثات في مجال اختصاصات الدار. وعقب التجربة المتميزة لكتاب حملات الحج الكويتية عبر التاريخ » طلبت المملكة العربية السعودية من بعثات الحج الرسمية المختلفة التي تمثل الدول العربية والإسلامية توثيق تجاربها في الحج منذ القدم، من خال موسوعة الدار الكبرى عن الحج والحجيج والحرمين الشريفين.

كما استعانت بأحد مؤلفي كتاب «حملات الحج الكويتية عبر التاريخ » وهو السيد عدنان سالم الرومي لتوثيق تجربة دولة الكويت الرائدة في مجال رعاية الحجاج .

قرأت لك

الرحلة الميمونة إلى بيت الله الحرام كتبها عام 1932 مساعد يعقوب البدر

حررها: أ.د. عبدالله يوسف الغنيم

هذا الكتاب توضيح لسجل مخطوط بعنوان «الرحلة الميمونة إلى بيت الله الحرام » كتبه المرحوم مساعد يعقوب البدر – رحمه الله- يصف فيه رحلته من الكويت إلى مكة المكرمة حاجا على ظهور الإبل عام 1932 ، حيث غادر الكويت في 18 فبراير وعاد إليها في 23 مايو من نفس العام.

وتعدّ تلك الرحلة أول سجل موثق لمسار حجاج الكويت بواسطة الجِمال؛ رصد فيه حركة القافلة بالساعة والدقيقة منذ خروجها من الكويت نحو حفر الباطن ثم مدينة بريدة فالمدينة المنورة فمكة المكرمة، ثم العودة، من خلال طريق مدينة بريدة ومنها إلى الكويت في رحلة استغرقت نحو ثلاثة أشهر.

ويقع الكتاب في 197 صفحة وهو أحد إصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية، وقد قدم الكاتب فيه وصفا دقيقا لمعالم الطريق ومراحلها المختلفة، والظواهر الطبيعية التي مر بها كالأودية والجبال والنباتات، وهو أمر لا نجده عند كثير ممن سجل رحلته لحج بيت الله الحرام، فأغلبهم يركز على المناسك والمشاهد في كل من مكة والمدينة المنورة، أما الطريق فكانت أوصافهم عامة لا تقف عند التفصيلات الدقيقة لمسار الرحلة، لا سيما وأن أول تسجيل موثق وصلنا لرحلة حجاج الكويت إلى مكة المكرمة كان القصيدة التي نظمها المرحوم الشيخ عبدالله خلف الدحيّان، الذي غادر الكويت بمعيّة جماعة من آل البدر بطريق البر عام 1906 .

ويعدّ كتاب «الرحلة الميمونة إلى بيت الله الحرام » إضافة طيبة للمكتبة العربية لأنه يقدم معلومات وصورة للجزيرة العربية والحج عبر صحرائها في ذلك الوقت.

شهر في الحجاز

المؤلف: الشيخ عبدالله النوري

يتناول هذا الكتاب قصة رحلة مؤلفه الشيخ عبدالله النوري – رحمه الله – إلى الحجاز لأداء فريضة الحج عام 1953 م/ 1372 ه والتي كانت بالسيارة بعد أن قام بحجته الأولى على ظهر الجِمال عام 1950 م، حيث رأى المؤلف تسجيل ذكريات هذه الرحلة المباركة لتكون ذكرى وتخليد ذكر، فالذِكر للإنسان عُمرٌ ثان.

ويسرد الشيخ النوري – رحمه الله – في كتابه الذي يقع في 94 صفحة من القطع المتوسط، رحلته إلى بيت الله الحرام، بدءَا من الكويت- نقطة الانطاق- مساء يوم الجمعة 13 من ذي القعدة عام 1372 ه الموافق 24 يوليو 1972 م، متجها إلى المدينة المنورة لتأدية سنة زيارة المسجد النبوي، ومن ثم التوجه بعدها إلى مكة المكرمة.

وقد جهز صاحب الرحلة سيارة من نوع «بيك أب »، واصطحب معه ابناه نوري وأحمد وخادمًا وطباخا وسائقا، ليكون إجمالي عدد ركاب السيارة 6 أفراد، وقد رافقه على الطريق في سيارته سريع بن عبدالرحمن السريع ومعه عائلته، ليسيرا في القافلة التي كان إمامها الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله الفارس، فوصلوا نقطة الوصول الأولى في الأراضي السعودية في صباح اليوم الثاني من التحرك وهي جريه » التي تبعد عن الكويت مسافة 256 كيلومتر. وخلال رحلته يصف مشاهداته عن أحوال كل منطقة مرّ بها من حيث وصف شكلها وطبيعتها والظروف المناخية المحيطة بها، وأهم الأطعمة المتداولة او التي تم تناولها من هذه أو تلك البلدة التي شهدت مسيرهم، بالإضافة لأهم المواقف التي حدثت معه خلال رحلته.

ومن أهم المواقف التي يعرضها الكتاب، البرقية التي كتبتها الحملة لولي عهد السعودية وقتها الأمير سعود بن عبدالعزيز، يشكون فيها من فرض 75 ريالا على كل حاج كويتي كرسوم للطواف رغم أن الكويتي لا ينزل إلى مطوف في مكة ولا يحتاج إلى خدماته، ليأمر بإلغاء الرسوم عن الحملة، طالما أنهم لم يلجأوا لمطوفين وألا يغصبوا على ذلك، وإرجاع الأموال لمن دفع، وهو تصرف يدل على نبل الحاكم وحكمته في التصرف. ويصف الشيخ النوري في رحلته مناسك الحج المختلفة، حتى إن الكتاب يعدّ في حد ذاته أحد الكتب التي تعلم مناسك الحج بأسلوب قصصي ميسر قد يحتاجه بعض الحجاج الذين لا يجيدون فهم الحديث باللغة العربية الفصحى. وفي نهاية الكتاب يحكي الشيخ عبدالله النوري رحلة القفول والعودة إلى الديار التي بدأت في 13 من ذي الحجة 1372 ه الموافق 24 أغسطس 1953 م ، وانتهت في 19 من ذي الحجة الموافق 29 أغسطس، وقد انتهى شيخنا رحمه الله من كتابة رحلته في 12 مارس 1954 م.

مسك الختام

بعثة الحج الكويتية ريادة وتميز

محمد ناصر العليم

مدير إدارة الحج الوكيل المساعد لشؤون الحج والعلاقات الخارجية بالندب بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية

الحمد لله الذي شرع الحج إلى بيته الحرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خير من لبس الإحرام، وصلى وصام، وطاف بالبيت وصلى خلف المقام، وبعد. فإن خدمة ضيوف الرحمن شرفٌ عظيمٌ تفتخر به الشعوب والقبائل والدول منذ شيَّد إبراهيم البيت في الوادي المقدس، ولذلك أولت الدول أهمية بالغة في خدمة ضيوف الرحمن من سائر الدول والعناية بهم عناية خاصة، وتذليل الطرق لهم وحمايتهم، وكان من أهم الدول التي أولت الحجاج أهمية بالغة دولة الكويت حرسها الله منذ سكن أهل الكويت هذه البقعة المباركة.

ولما استقرت الأنظمة الحديثة أمر المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم في عام 1956 بإنشاء البعثة الطبية لمرافقة الحجاج الكويتيين الذاهبين إلى بيت الله الحرام، ومنذ ذلك الحن ورعاية الدول بكافة أجهزتها تزدهر وتتقدم عاماً بعد عام إلى أن صارت الكويت رائدة في مجال خدمات الحج يقصدها كثير من الدول الشقيقة والصديقة للاستفادة من خبراتها، كما يلتحق بالحملات الكويتية حجاج من العديد من الدول.

وكان من مظاهر رعاية الدولة للحج إنشاء قانون خاص بالحج صدر في سنة 1976 م لتنظيم حملات الحج، وإنشاء اللجنة العليا للحج حيث تم تشكيلها من أغلب وزارات الدولة المعنية، بالإضافة إلى مجموعة من رجالات الكويت من أصحاب الخبرة والرأي، ثم تلاها إنشاء قسم العمرة في عام 1978 ، ثم أنشئت إدارة الحج في عام 1980 م لتكون أول إدارة متخصصة لخدمة ضيوف الرحمن في عام 1992 ليتحول اسم البعثة الطبية ليصبح «بعثة الحج الكويتية » وتضم تحتها عدة فرق يجري تشكيلها من وزارات الدولة كوزارة الصحة والخارجية والإعلام والداخلية والأوقاف وجوالة الكويت،وبعد ذلك الإدارة العامة للدفاع المدني، وأخيراً الإدارة العامة للإطفاء.

ويتوالى التطوير المستمر لأعمال بعثة الحج لتقدم كل ما يمكن لخدمة ضيوف الرحمن، لتكلل الجهود بإصدار قانون جديد لتنظيم حملات الحج والعمرة ليضاف الاهتمام أيضاً بالمعتمرين، فأصبحت اللجنة العليا للحج والعمرة وإدارة الحج والعمرة لتشمل برعايتها الحجاج والمعتمرين على السواء، حقيقة للتاريخ لم يتوانى القائمون على مجال الحج من أعضاء اللجنة العليا وموظفي إدارة الحج والعمرة وكذا أصحاب الحملات منذ القدم على العمل بجد ومسؤولية لتقديم كافة الخدمات اللازمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين حتى أصبحت رحلة الحج رحلة إيمانية خالية من المنغصات، يتفرغ خلالها الحاج والمعتمر لأداء مناسكه بكل سهولة ويسر آمناً مطمئناً بحيث تقدم له كافة الخدمات الطبية وغيرها منذ انطلاق الرحلة من دولة الكويت وحتى عودته سالماً إلى أرض الكويت، يشرف الكل بخدمة الحجاج والمعتمرين وحملهم على أكف الراحة، مستشعرين بذلك نبل الغاية وحسن المقصد وعِظم المسؤولية لإكرام ضيوف الرحمن فأصبحت رحلة الحج رحلة لا تنسى في العمر.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

4 × خمسة =

أهلا بكم